المؤمنون ١٣ - ٦
أو ما ملكت أيمنهم فإنهم غير ملومين
يلامون إلا على أزواجهم أى يلامون على كل مباشرة إلا على ما أطلق لهم فانهم غير ملومين عليه وقال الفراء إلا من أزواجهم أى زوجاتهم أو ما ملكت أيمانهم أى أمائهم ولم يقل من لأن المملوك جرى مجرى غير العقلاء ولهذا يباع كما تباع البهائم فانهم غير ملومين أى لا لوم عليهم ان لم يحفظوا فروجهم عن نسائهم وامائهم فمن ابتغى وراء ذلك طلب قضاء شهوة من غير هذين فأولئك هم العادون الكاملون فى العدوان وفيه دليل تحريم المتعة والاستمتاع بالكف لإرادة الشهوة والذين هم لأماناتهم وعهدهم لأمانتهم وعهدهم لأمانتهم مكى وسهل سمى الشئ المؤتمن عليه والمعاهد عليه أمانة وعهدا ومنه قوله تعالى ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإنما تؤدى العيون لا المعانى والمراد به العموم فى كل ما ائتمنوا عليه وعوهدوا من جهة الله عز و جل ومن جهة الخلق راعون حافظون والراعى القائم على الشئ بحفظ وإصلاح كراعى الغنم والذين هم على صلواتهم صلاتهم كوفى غير أبى بكر يحافظون يداومون فى أوقاتها وإعادة ذكر الصلاة لأنها أهم ولأن الخشوع فيها غير المحافظة عليها أو لأنها وحدت أولا ليفاد الخشوع فى جنس الصلاة أية صلاة كانت وجمعت آخرا ليفاد المحافظة على أنواعها من الفرائض والواجبات والسنن والنوافل أولئك الجامعون لهذه الأوصاف هم الوارثون الاحقاء بأن يسموا وراثا دون من عداهم ثم ترجم الوارثين بقوله الذين يرثون من الكفار فى الحديث ما منكم من أحد الاوله منزلان منزل فى الجنة ومنزل فى النار فان مات ودخل الجنة ورث أهل النار منزله وإن مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله الفردوس هو البستان الواسع الجامع لاصناف الثمر وقال قطرب هو أعلى الجنان هم فيها خالدون أنث الفردوس بتأويل الجنة ولقد خلقنا الإنسان أى آدم من سلالة من للابتداء والسلالة الخاصة لانها تسل من بين الكدر وقيل إنما سمى التراب الذى خلق آدم منه سلالة لأنه سل من كل تربة من طين من البيان كقوله من الاوثان ثم جعلناه أى نسله فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه لأن آدم عليه السلام لم يصر نطفة وهو كقوله وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين وقيل الإنسان بنو آدم والسلالة النطفة والعرب تسمى النطفة سلالة أى ولقد خلقنا الإنسان من سلالة يعنى من نطفة مسلولة من طين أى من مخلوق من طين وهو آدم عليه السلام نطفة ماء قليلا فى قرار مستقر يعنى الرحم مكين حصين


الصفحة التالية
Icon