المؤمنون ١٩ - ١٤
ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة ثم خلقنا النطفة أى صيرناها بدلالة تعديه إلى مفعولين والخلق يتعدى إلى مفعول واحد علقة قطعة دم والمعنى أحلنا النطفة البيضاء علقة حمراء فخلقنا العلقة مضغة لحما قدر ما يمضغ فخلقنا المضغة عظاما فصيرناها عظاما فكسونا العظام لحما فأنبتنا عليها اللحم فصار لها كاللباس عظما العظم شامى وأبوبكر عظما العظام زيد عن يعقوب عظاما العظم عن أبى زيد وضع الواحد موضع الجمع لعدم اللبس إذ الانسان ذو عظام كثيرة ثم أنشأناه الضمير يعود إلى الانسان أوإلى المذكور خلقا آخر أى خلقنا مباينا للخلق الأول حيث جعله حيوانا وكان جمادا وناطقا وسميعا وبصيرا وكان بضد هذه الصفات ولهذا قلنا إذا غصب بيضة فأفرخت عنده يضمن اليضة ولا يرد الفرخ لأنه خلق آخر سوى البيضة فتبارك الله فتعالى أمره فى قدرته وعلمه أحسن بدل أو خبر مبتدا محذوف وليس بصفة لأنه نكرة وان أضيف لأن المضاف إليه عوض من من الخالقين المقدرين أى أحسن المقدرين تقديرا فترك ذكر الممين لدلالة الخالقين عليه وقيل ان عبدالله بن سعد بن أبو سرح كان يكتب للنبى عليه السلام فنطق بذلك قبل املائه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم اكتب هكذا نزلت فقال عبد الله ان محمد نبينا يوحى إليه فانا نبى يوحى إلى فارتد ولحق بمكة ثم أسلم يوم الفتح وقيل هذه الحكاية غير صحيحة لأن ارتداده كان بالمدينة وهذه السورة مكية وقيل القائل عمر أو معاذ رضى الله عنهما ثم أنكم بعد ذلك بعد ما ذكرنا من أمركم لميتون عند انقضاء آجالكم ثم أنكم يوم القيامة تبعثون تحيون للجزاء ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق جمع طريقة وهى السموات كانه قال خلقناها فوقكم وما كنا غافلين عن حفظها أو أراد به الناس وأنه إنما خلقنا فوقهم ليفتح عليهم الارزاق والبركات منها وما كان غافلا عنهم وعما يصلحهم وأنزلنا من السماء ماء مطرا بقدر بتقدير يسلمون معه من المضرة ويصلون إلى المنفعة أو بمقدار ما علمنا من حاجاتهم فأسكناه فى الأرض كقوله فسلكه ينابيع فى الأرض وقيل جعلناه ثابتا فى الأرض فماء الأرض كله من السماء ثم استأدى شكرهم بقوله وإنا على ذهاب به لقادرون أى كما قدرنا على انزاله نقدر على اذهابه فقيدوا هذه النعمة بالشكر فأنشانا لكم به بالماء جنات من نخيل


الصفحة التالية
Icon