المؤمنون ٢٣ - ١٩
وأعناب لكم فيها فى الجنات فواكه كثيرة سوى النخيل والأعناب ومنها تأكلون أي من الجنات أى من ثمارها ويجوز أن هذا من قولهم فلان يأكل من حرفة يحترفها ومن صنعة يغتلها أى أنها طعمته وجهته التى منها يحصل رزقه كانه قال وهذه الجنات وجوه أرزاقكم ومعايشكم منها ترزقون وتتعيشون وشجرة عطف على جنات وهى شجرة الزيتون تخرج من طور سيناء طور سيناء وطور سنين لا يخلو اما ان يضاف الطور إلى بقعة اسمها سيناء وسيتون وأما أن يكون اسما للجبل مركبا من مضاف ومضاف اليه كامرئ القيس وهو جبل فلسطين وسيناء غير منصرف بكر حال مكسور السين كقراءة الحجازى وأبى عمرو للتعريف والعجمة أو مفتوحها كقراءة غيرهم لأن الألف للتأنيث كصحراء تنبت بالدهن قال الزجاج الباء للحال أى تنبت ومعها الدهن تنبت مكى وأبو عمرو اما لأن أنبت بمعنى نبت كقوله حتى إذا أنبت البقل أن لأن مفعوله محذوف أى تنبت زيتونها وفيه الدهن وصبغ للآكلين أى إدام لهم قال مقاتل جعل الله تعالى فى هذه إداما ودهنا فالادام الزيتون والدهن الزيت وقيل هى أول شجرة نبتت بعد الطوفان وخص هذه الأنواع الثلاثة لأنها أكرم الشجر وأفضلها وأجمعها للمنافع وان لكم فيها منافع كثيرة سوى الألبان وهى منافع الأصواف والاوبار والاشعار ومنها تأكلون أى لحومها وعليها وعلى الانعام فى البر وعلى الفلك فى البحر تحملون فى أسفاركم وهذا يشير إلى أن المراد بالأنعام الابل لأنها هى المحمول عليها فى العادة فلذا قرنها بالفلك التى هى السفائن لأنها سفائن البر قال ذو الرمة
سفينة بر تحت خدى زمامها
يريد ناقته ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله وحدوه مالكم من إله معبود غيره بالرافع على المحل وبالجر على اللفظ والجملة استئناف تجرى مجرى التعليل للامر بالعبادة أفى تتقون أفلا تخافون عقوبة الله الذى هو ربكم وخالقكم إذا عبدتم غيره مما ليس من استحقاق