المؤمنون ٣٣ - ٢٧
منهم ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ونحوها لها ما كسبت وعليها ما اكبسبت منهم ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا انهم مغرقون ولا تسألنى تجاه الذين كفروا فانى أغرقهم فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فاذا تمكنتم عليها راكبين فقال الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين أمر بالحمد على هلاكهم والنجاة منهم ولم يقل فقولوا وان كان فاذا استويت أنت ومن معك فى معنى إذا استويتم لانه نبيهم وامامهم فكان قوله قولهم مع ما فيه من الاشعار بفضل النبوة وقل حين ركبت على السفينة أو حين خرجت منها رب أنزلنى منزلا أى انزالا أو موضع انزلت منزلا أبو بكر أى مكانا مباركا وأنت خير المنزلين والبركة فى السفينة النجاة فيها وبعد الخروج منها كثرة النسل وتتابع الخيرات إن فى ذلك فيما فعل بنوح وقومه لآيات لعبروا مواعظ وان هى المخففة من المثقلة واللام هى الفارقة بين النافية وبينها والمعنى وإن الشأن والقصة كنا لمبتلين مصيبين قوم نوح ببلاء عظيم وعقاب شديد أو مختبرين بهذه الآيات عادنا لننظر من يعتبر ويذكر كقوله تعالى ولقد تركناها آية فهل من مذكر ثم أنشأنا خلقنا من بعدهم من بعد قوم نوح قرنا آخرين هم عاد وقوم هود ويشهد له قول هود واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ومجئ قصة هود على أثر قصة نوح فى الاعراف وهود والشعراء فارسلنا فيهم الارسال يعدى بالى ولم يعد بفى هنا وفى قوله كذلك أرسلناك فى أمة وما أرسلنا فى قرية ولكن الأمة والقرية جعلت موضعا للارسال كقوله رؤبة
أرسلت فيها مصعبا ذا اقحام
رسولا هو هود منهم من قومهم أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون أن مفسرة لأرسلنا أى قلنا لهم على لسان الرسول اعبدوا الله وقال الملأ من قومه ذكر مقالة قوم هود فى جوابه فى الاعراف وهود بغير واو لأنه على تقدير سؤال سائل قال فما قومه فقيل له قالوا كيت وكيت وههنا مع الواو لأنه عطف لما قالوه على ما قاله الرسول ومعناه أنه اجتمع فى الحصول هذا الحق وهذا الباطل وليس بجواب للنبى صلى الله عليه و سلم متصل بكلامه ولم يكن بالفاء وجئ بالفاء فى قصة نوح لأنه جواب لقوله واقع عقيبه الذين كفروا صفة للملأ أولقومه وكذبوا بلقاء الآخرة أى بلقاء ما فيها من الحساب والثواب والعقاب وغير ذلك


الصفحة التالية
Icon