المؤمنون ٤٩ - ٤١
بالحق بالعدل من الله يقال فلان يقضى بالحق أى بالعدل فجعلناهم غثاء شبههم فى دمارهم بالغثاء وهو حميل السيل مما بلى واسود من الورق والعيدان فبعدوا فهلاكا يقال بعد بعدا وأبعد هلك وهو من المصادر المنصوبة بافعال لا يستعمل اظهارها للقوم الظالمين بيان لمن دعى عليه بالبعد نحو هيت لك ثم انشأنا من بعدهم قرونا آخرين قوم صالح ولوط وشعيب وغيرهم ما تسبق من أمة من صلة أى ما تسبق أمة أجلها المكتوب لها والوقت الذى حد لهلاكها وكتب ما يستأخرون لا يتأخرون عنه ثم أرسلنا رسلنا تترا فعلى والألف للتأنيث كسكرى لأن الرسل جماعة ولذا لا ينون لأنه غير منصرف تترى بالتنوين مكى وأبو عمرو ويزيد على أن الألف للالحاق كارطى وهو نصب على الحال فى القراءتين أى متتابعين واحدا بعد واحد وتاؤها فيهما بدل من الواو والاصل وترى من الوتر وهو الفرد فقلبت الواو تاء كتراث كلما جاء أمة رسولها كذبوه الرسول يلابس المرسل والمرسل إليه والإضافة تكون بالملابسة فتصح إضافته إليهما فأتبعنا الأمم والقرون بعضهم بعضا فى الهلاك وجعلناهم أحاديث أخبارا يسمع بها ويتعجب منها والأحاديث تكون اسم جمع للحديث ومنه أحاديث النبى عليه الصلاة و السلام وتكون جمعا للأحدوثة وهو ما يتحدث به الناس تليها وتعجبا وهو المراد هنا فبعدا لقوم لا يؤمنون ثم ارسلنا موسى وأخاه هرون بدل من أخاه بآياتنا التسع وسلطان مبين وحجة ظاهرة إلى فرعون وملائه فاستكبروا امتنعوا عن قبول الإيمان ترفعا وتكبرا وكانوا قوما عالين متكبرين مترفعين فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا البشر يكون واحد جميعا ومثل وغير يوصف بهما الاثنان والجمع والمذكر والمؤنث وقوعهما أى بنو إسرائيل لنا عابدون خاضعون مطيعون وكل من دان الملك فهو عابد له عند العرب فكذبوهما فكانوا من المهلكين بالغرق ولقد آتينا موسى أى


الصفحة التالية
Icon