المؤمنون ٥٤ - ٤٩
قوم موسى الكتاب التوراة لعلهم يهتدون يعملون بشرائعها ومواعظها وجعلنا ابن مريم وأمه آية تدل على قدرتنا على ما نشاء لانه خلق من غير نطفة وحدلان الاعجوبة فيهما واحدة أو المراد وجعلنا ابن مريم آية وأمه آية فحذفت الأولى لدلالة الثانية عليها وآويناهما جعلنا مأواهما أى منزلهما إلى ربوة شامى وعاصم ربوة غيرهما أى ارض مستوية منبسطة أو ذات ثمار وماء يعنى أنه لاجل الثمار يستقر فيها ساكنوها ومعين ماء ظاهر جار على وجه الأرض أوانه مفعول أى مدرك بالعين بظهوره من عانه إذا أدركه بعينه أو فعيل أنه نفاع بظهوره وجريه من الماعون وهو المنفعة يا أيها الرسل كلوا من الطيبات هذا النداء والخطاب ليسا على ظاهرهما لانهم أرسلوا متفرقين فى أزمنة مختلفة وإنما المعنى الاعلام بأن كل رسول فى زمانه نودى بذلك ووصى به ليعتقد السامع ان أمرا نودى له جميع الرسل ووصوابه حقيق ان يؤخذ به ويعمل عليه أو هو خطاب لمحمد عليه الصلاة و السلام لفضله وقيامه مقام الكل فى زمانه وكان يأكل من الغنائم أو لعيسى عليه السلام لاتصال الآية بذكره وكان يأكل من غزل أمه وهو أطيب الطيبات والمراد بالطيبات ما حل والامر للتكليف أو ما يستطاب ويستلذ والامر للترفيه والإباحة واعملوا صالحا موافقا للشريعة انة بما تعملون عليم فاجازيكم على اعمالكم وان هذه كوفى على الاستئناف وان حجازى وبصرى بمعنى ولان اى فاتقون ىن هذه أو معطوف على ما قبله أى بما تعملون عليهم وبأن هذه أو تقديره واعلموا ان هذه امتكم أى ملتكم وشريعتكم التى أنتم عليها أمة واحدة ملة واحدة وهى شريعة الإسلام وانتصاب أمة على الحال والمعنى وان الدين دين واحد وهو الاسلام ومثله ان الدين عند الله الإسلام وأنا ربكم وحدى فائقون فخافوا عقابى فى مخالفتكم أمرى فتقطعوا أمرهم بينهم تقطع بمعنى قطع أى قطعوا أمر دينهم زبرا جمع زبور اى كتبا مختلفة يعنى جعلوا دينهم أديانا وقيل تفرقوا فى دينهم فرقا كل فرقة تنتحل كتابا وعن الحسن قطعوا كتاب الله قطعا وحرفوه وقرئ زبرا جمع زبرة أى قطعا كل حزب كل فرقة من فرق هؤلاء المختلفين المتقطعين دينهم بمالديهم من الكتاب والدين أو من الهوى والرأى فرحون مسرورون معتقدون أنهم على الحق فذرهم فى غمرتهم