المؤمنون ٦٣ - ٥٤
جهالتهم وغفلتهم حتى حين أى إلى أن يقتلوا أو يموتوا أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين ما بمعنى الذى وخبران نسارع لهم فى الخيرات والعائد من خبران إلى أسمها محذوف اى نسارع لهم به والمعنى ان هذا الامداد ليس إلا استدراجا لهم إلى المعاصى وهم يحسبونه مسارعة لهم فى الخيرات ومعالجة بالثواب جزاء على حسن صنيعهم وهذه الآية حجة على المعتزلة فى مسألة الأصلح لأنهم يقولون أن الله لا فعل بأحد من الخلق إلا ما هو أصلح له فى الدين وقد أخبر أن ذلك ليس بخير لهم فى الدين ولا أصلح بل لا يشعرون بل استدراك لقوله أيحسبون أى أنهم أشباه البهائم لاشعور لهم حتى يتأملوا فى ذلك أنه استدراج أو مسارعة فى الخير ثم بين ذكر أوليائه فقال ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون أى خائفون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون أى بكتب الله كلها لا يفرقون بين كتبه كالذين تقطعوا أمرهم بينهم وهم أهل الكتاب والذين هم بربهم لا يشركون كمشركى العرب والذين يؤتون ما آتوا أى يعطون ما أعطوا من الزكاة والصدقات وقرئ يؤتون ما أتوا بالقصر أى يفعلون ما فعلوا وقلوبهم وجلة خائفة أن لا تقبل منهم لتقصيرهم أنهم إلى ربهم راجعون الجمهور على أن التقدير لأنهم وخبران الذين أولئك يسارعون فى الخيرات يرغبون فى الطاعات فيبادرونها وهم لها سابقون أى لأجل الخيرات سابقون إلى الجنات أو لأجلها سبقوا الناس نولا نكلف نفسا إلا وسعها أى طاقتها يعنى أن الذى وصف به الصالحون غير خارج عن حد الوسع والطاقة وكذلك كل ما كلفه عباده وهو رد على من جوز تكليف ما لا يطاق ولدينا كتاب أى اللوح أو صحيفة الأعمال ينطق بالحق وهم لا يظلمون لا يقرءون منه يوم القيامة إلا ما هو صدق وعدل لا زيادة فيه ولا نقصان ولا يظلم منهم أحد بزيارة عقاب أو نقصان ثواب أو بتكليف مالا وسع له به بل قلوبهم فى غمرة من هذا بل قلوب الكفرة فى غفلة غامرة لها مما عليه هؤلاء الموصوفون من المؤمنين ولهم أعمال من دون ذلك أى ولهم أعمال خبيثة متجاوزة


الصفحة التالية
Icon