المؤمنون ٧١ - ٦٣
متخطية لذلك أى لما وصف به المؤمنون هم لها عاملون وعليها مقيمون لايفطمون عنها حتى يأخذهم الله بالعذاب حتى إذا أخذنا مترفيهم متنعميهم بالعذاب عذاب الدنيا وهوالقحط سبع سنين حين دعا عليهم النبى عليه الصلاة و السلام أو قتلهم يوم بدر وحتى هى التى يبتدأ بعدها الكلام والكلام الجملة الشرطية إذا هم يجئرون يصرخون استغاثة والجؤار الصراخ باستغاثة فيقال لهم لا تجئروا اليوم فان الجؤار غير نافع لكم إنكم منا لا تنصرون أى من جهتنا لا يلحقكم نصرا ومعونة قد كانت آياتى تتلى عليكم أى القرآن فكنتم على أعقابكم تنكصون ترجعون القهقرى والنكوص ان يرجع القهقرى وهو أقبح مشية لأنه لا يرى ما وراء مستكبرين متكبرين على المسلمين حال من تنكصون به بالبيت أوبالحرم لأنهم يقولون لا يظهر علينا أحد لأنا أهل الحرم والذى سوغ هذا الإضمار شهرتهم بالاستكبار بالبيت أو بآياتى لأنها فى معنى كتابى ومعنى استكبارهم بالقرآن تكذيبهم به استكبارا ضمن مستكبرين معنى مكذبين فعدى تعديته أو يتعلق الياء بقوله سامرا تسمرون بذكر القرآن وبالطعن فيه وكانوا يجتمعون حول البيت يسمرون وكانت عامة سمرهم ذكر القرآن وتسميته شعرا وسحرا والسامر نحو الحاضر فى الإطلاق على الجمع وقرئ سمارا أو بقوله تهجرون وهو من الهجر الهذيان تهجرون نافع من أهجر فى منطقة إذا أفحش افلم يعرفوا رسولهم محمدا بالصدق والأمانة ووفور العقل وصحة النسب وحسن الأخلاق أى عرفوه بهذه الصفات فهم له منكرون بغيا وحسدا أم يقولون به جنة جنون وليس كذلك لأنهم يعلمون أنه أرجحهم عقلا وأثقبهم ذهنا بل جاءهم بالحق الأبلج والصراط المستقيم وبما خالف شهواتهم وأهواءهم وهو التوحيد والاسلام ولم يجدوا له مردا ولا مدفعا فلذلك نسبوه إلى الجنون وأكثرهم للحق كارهون وفيه دليل على أن أقلهم ما كان كارها للحق بل كان تاركا للايمان به أنفة واستنكافا من توبيخ قومه وأن يقولوا صبأ وترك دين آبائه كأبى طالب ولو اتبع الحق أى الله أهواءهم فيما يعتقدون من الآلهة لفسدت السموات