المؤمنون ٨٧ - ٧٨
من كل خير وجاء أعتاهم وأشدهم شكيمة فى العناد ليستعطفك أو محناهم بكل محنة من القتل والجوع فما رؤى فيهم لين مقادة وهم كذلك حتى إذا عذبوا بنار جهنم فحينئذ يبلسون كقوله ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون وهو الذى أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة خصها بالذكر لأنها تتعلق بها من المنافع الدينية والدنيوية ما لا يتعلق بغيرها قليلا ما تشكرون أى تشكرون شكرا قليلا وما مزيدة للتأكيد بمعنى حقا والمعنى أنكم لم تعرفوا عظيم هذه النعم ووضعتموها غير مواضعها فلم تعملوا أبصاركم وأسماعكم فى آيات الله وأفعاله ولم تستدلوا بقلوبكم فتعرفوا المنعم ولم تشكروا له شيئا وهو الذى ذرأكم خلقكم وبثكم بالتناسل فى الأرض وإليه تحشرون تجمعون يوم القيامة بعد تفرقكم وهو الذى يحيى ويميت أى يحيى النسم بالإنشاء ويميتها بالافناء وله اختلاف الليل والنهار أى مجئ أحدهما عقيب الآخر واختلافهما فى الظلمة والنور أو فى الزيادة والنقصان وهو مختص به ولا يقدر على تصريفهما غيره أفلا تعقلون فتعرفوا قدرتنا على البعث أو فتستدلوا بالصنع على الصانع فتؤمنوا بل قالوا أى أهل مكة مثل ما قال الأولون أى الكفار قبلهم ثم بين ما قالوا بقوله قالوا ائذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون متنا نافع وحمزة وعلى وحفص لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا أى البعث من قبل مجئ محمد إن هذا إلا أساطير الأولين جمع إسطار جمع سطر وهى ما كتبه الأولون مما لا حقيقة له وجمع أسطور أوفق ثم أمر نبيه عليه الصلاة و السلام بإقامة الحجة على المشركين بقوله قل افلا تذكرون فتعلموا أن من فطر الأرض ومن فيها كان قادرا على إعادة الخلق وكان حقيقا بأن لا يشرك به بعض خلقه فى الربوبية أفلا تذكرون بالتخفيف حمزة وعلى وحفص وبالتشديد غيرهم قال من رب السموات السبع ورب العرش والعظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون أفلا تخافونه فلا تشركوا به أو أفلا تتقون فى جحودكم


الصفحة التالية
Icon