المؤمنون ١٠٠ - ٩٥
وإنا على أن نريك ما نعدهم لقدرون
أن له فى أمته نقمة ولم يخبره متى وقتها فأمر أن يدعو هذا الدعاء ويجوز أن يسأل النبى المعصوم صلى الله عليه و سلم ربه ما علم أنه يفعله وأن يستعيذ به مما علم أه لا يفعله إظهارا للعبودية وتواضعا لربه واستغفاره عليه الصلاة و السلام إذ قام من مجلسه سبعين مرة لذلك والفاء فى فلا لجواب الشرط ورب اعتراض بينهما للتأكيد وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون كانوا ينكرون الموعد بالعذاب ويضحكون منه فقيل لهم إن الله قادر على إنجاز ما وعد ان تأملتم فما وجه هذا الإنكار ادفع بالتى بالخصلة التى هى أحسن السيئة هو أبلغ من أن يقال بالحسنة السيئة لما فيه من التفصيل كأنه قال ادفع بالحسنة السيئة والمعنى اصفح عن إساءتهم ومقابلتها بما أمكن من الإحسان وعن ابن عباس رضى الله عنهما هى شهادة أن لا إله إلا الله والسيئة الشرك أو الفحش بالسلام أو المنكر بالموعظة وقيل هى منسوخة بآية السيف وقيل محكمة إذ المداراة محثوث عليها مالم تؤد إلى ثلم دين نحن أعلم بما يصفون من الشرك أو بوصفهم لك وسوء ذكرهم فنجازيهم عليه وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين من وساوسهم ونخساتهم والهمزة النخس والهمزات جمع الهمزة ومنه مهماز الرائض والمعنة أن الشياطين يحثون الناس على المعاصى كما تهمز الراضة الدواب حثالها على المشى وأعوذ بك رب أن يحضرون أمر بالتعوذ من نخساتهم بلفظ المبتهل إلى ربه المكرر لندائه وبالتعوذ من أن يحضروه أصلا أو عند تلاوة القرآن أو عند النزع حتى إذا جاء أحدهم الموت حتى يتعلق بيصفون أى لا يزالون يشركون إلى وقت مجئ الموت أو لا يزالون على سوء الذكر إلى هذا الوقت وما بينهما مذكور على وجه الاعتراض والتأكيد للاغضاء عنهم مستعينا بالله على الشيطان أن يستزله عن الحلم ويغريه على الانتصار منهم قال رب ارجعون أى ردونى إلى الدنيا خاطب الله بلفظ الجمع للتعظيم كخطاب الملوك لعلى أعمل صالحا فيما تركت فى الموضع الذى تركت وهو الدنيا لأنه ترك الدنيا وصار إلى العقبى قال قتادة ما تمنى أن يرجع إلى أهل ولا إلى عشيرة ولكن ليتدارك ما فرط لعلى ساكنة الياء كوفى وسهل ويعقوب كلا ردع عن طلب الرجعة وإنكار واستبعاد إنها كلمة المراد بالكلمة الطائفة من الكلام المنتظم بعضها مع بعض وهو قوله رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت هو قائلها لا محالة لا يخليها ولا يسكت عنها لاستيلاء الحسرة والندم عليه ومن ورائهم أى أمامهم والضمير للجماعة برزخ حائل بينهم وبين