المؤمنون ١٠٨ - ١٠٠
الرجوع إلى الدنيا إلى يوم يبعثون لم يرد أنهم يرجعون يوم البعث وإنما هو اقناط كلى لما علم أن لا رجوع بعد البعث إلا إلى الآخرة فاذا نفخ فى الصور قيل انها النفخة الثانية فلا أنساب بينهم يومئذ وبالإدغام أبو عمر ولا جتماع المثلين وإن كانا من كلمتين يعنى يقع التقاطع بينهم حيث يتفرقون مثابين ومعاقبين ولا يكون التواصل بينهم بالأنساب إذ يفر المرء من أخيه وأمه وابيه وصاحبته وبنيه وإنما يكون بالأعمال ولا يتساءلون سؤال تواصل كما كانوا يتساءلون فى الدنيا لأن كلا مشغول عن سؤال صاحبه بحاله ولا تناقض بين هذا وبين قوله وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون فللقيامة مواطن ففى موطن يشتد عليهم الخوف فلا يتساءلون وفى موطن يفيقون فيتساءلون فمن ثقلت موازينه جمع موزون وهى الموزونات من الأعمال الصالحة التى لها وزن وقدر عندالله تعالى من قوله فلا نقيم لها يوم القيامة وزنا فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه بالسيئات والمراد الكفار فأولئك الذين خسروا أنفسهم غبنوها فى جهنم خالدون يدل من خسروا أنفسهم و محل للبدل والمبدل منه لأنه الصلة لا محل لها أو خبر بعد خبر لأولئك أو خبر مبتدأ محذوف تفلح أى تحرق وجوههم النار وهم فيها كالحون عابسون فيقال لهم ألم تكن آياتى أى القرآن تتلى عليكم فى الدنيا فكنتم بها تكذبون وتزعمون أنها ليست من الله تعالى قالوا ربنا غلبت علينا ملكتنا شقوتنا شقاوتنا حمزة وعلى وكلاهما مصدر أى شقينا بأعمالنا السيئة التى عملناها وقول أهل التأويل غلب علينا ما كتب علينا من الشقاوة لا يصح لأنه إنما يكتب ما يفعل العبد وما يعلم أنه يختاره ولا يكتب غير الذى علم أنه يختاره فلا يكون مغلوبا ومضطرا فى فى الفعل وهذا لأنهم إنما يقولون ذلك القول اعتذارا لما كان منهم من التفريط فى أمره فلا يجمل أن يطلبوا لأنفسهم عذرا فيما كان منهم وكنا قوما ضالين عن الحق والصواب ربنا أخرجنا منها أى من النار فان عدنا إلى الكفر والتكذيب فإنا ظالمون لأنفسنا قال اخسئوا فيها اسكتوا سكوت ذلة وهوان ولا