النور ٢١ - ١٦
سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين
هلا قلتم إذ سمعتم الافك ما يصح لنا أن نتكلم بهذا سبحانك للتعجب من عظم الأمر ومعنى التعجب فى كلمة التسبيح أن الأصل ان يسبح الله عند رؤبة العجيب من صنائعه ثم كثر حتى استعمل فى كل متعجب منه أو لتنزيه الله من أن تكون حرمة نبيه فاجرة وإنما جاز أن تكون امرأة النبى كافرة كامرأة نوح ولوط ولم يجز أن تكون فاجرة لأن النبى مبعوث إلى الكفار ليدعوهم فيجب أن لا يكون معه ما ينفرهم عنه والكفر غير منفر عندهم وأما الكشخنة فمن أعظم المنفرات هذا بهتان زوريبهت من يسمع عظيم وذكر فيما تقدم هذا افك مبين ويجوز أن يكونوا أمروا بهما مبالغة فى التبرى يعظكم الله أن تعودوا فى أن تعودوا المثله لمثل هذا الحديث من القذف أو استماع حديثه أبدا مادمتم احياء مكلفين إن كنتم مؤمنين فيه تهييج لهم ليتعظوا وتذكير بما يوجب ترك العود وهو الإيمان الصاد عن كل قبيح ويبين الله لكم الآيات الدلالات الواضحات وأحكام الشرائع والأداب الجميلة والله عليم بكم وبأعمالكم حكيم يجزى على وفق أعمالكم أو علم صدق نزاهتها وحكم ببراءتها إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا أى ما قبح جدا والمعنى يشيعون الفاحشة عن قصد الإشاعة ومحبة لها لهم عذاب أليم فى الدنيا بالحد ولقد ضرب النبى صلى الله عليه و سلم ابن أبى وحسافا ومسطحا الحد والآخرة بالنار وعدها إن لم يتوبوا والله يعلم بواطن الأمور وسرائر الصدور وأنتم لا تعلمون أى أنه قد علم محبة من أحب الإشاعة وهو معاقبه عليها ولو لا فضل الله ورحمته لعجل لكم العذاب وكرر المنة بترك المعاجلة بالعقاب مع حذف الجواب مبالغة فى المنة عليهم والتوبيخ لهم وأن الله رءوف حيث أظهر براءة المقذوف وأثاب رحيم بغفرانه جناية القاذف إذا تاب يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان أى آثاره ووساوسه بالاصغاء إلى الافك والقول فيه ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه فإن الشيطان يأمر بالفحشاء ما أفرط قبحه والمنكر ما تنكره النفوس فتنفر عنه ولا ترتضيه ولو لا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منهم من أحدا أبدا ولولا أن الله