النور ٢٦ - ٢٥
ذلك أن الله هو الحق المبين لارتفاع الشكوك وحصول العلم الضرورى ولم يغلط الله تعالى فى القرآن فى شئ من المعاصى تغليظه فى افك عائشة رضى الله عنها فأوجز فى ذلك وأشبع وفصل وأجمل وأكد وكرر وما ذلك إلا لأمر وعن ابن عباس رضى الله عنه من أذنب ذنبا ثم تاب منه قبلت توبته إلا من خاض أمر عائشة وهذا منه تعظيم ومبالغة فى أمر الافك ولقديرا الله تعالى أربعة برأ يوسف عليه السلام بشاهد من أهلها وموسى عليه السلام من قول اليهود فيه بالحجر الذى ذهب بثوبه ومريم رضى الله عنها بانطاق ولدها وعائشة رضى الله عنها بهذه الآى العظام فى كتابه المعجز المتلو على وجه الدهر بهذه المبالغات فانظركم بينها وبين تبرئة اولئك وما ذلك إلا لا ظهار علو منزلة رسوله والتنبيه على إنافة محله صلى الله عليه و سلم وعلى آله الخبيثات من القول تقال للخبيثين من الرجال والسناء والخبيثون منهم يتعرضون للخبيثات من القول وكذلك الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون إشارة إلى الطيبين وأنهم مبرءون مما يقول الخبيثون من خبيثات الكلم وهو كلام جار مجرى المثل لعائشة رضى الله عنها وما رميت به من قول لا يطابق حالها فى النزاهة والطيب ويجوز أن يكون إشارة إلى هل البيت وأنهم مبرءون مما يقول أهل الافك وأن يراد بالخبيثات والطيبات النساء الخبائث يتزوجن الخباث والخباث تتزوج الخبائث وكذا أهل الطيب لهم مغفرة مستأنف أو خبر بعد خبر ورزق كريم فى الجنة ودخل ابن عباس رضى الله عنهما على عائشة رضى الله عنها فى مرضها وهى خائفة من القدوم على الله تعالى فقال لا تخافى لانك لا تقدمين إلا على مغفرة ورزق كريم وتلا الآية فغشى عليها فرحا بما تلا وقالت عائشة رضى الله عنها لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهن امرأة نزل جبريل بصورتى فى راحته حين امر عليه السلام ورأسه فى حجرى وقبر فى بيتى وينزل عليه الوحى وأنا فى لحافه وأنا ابنة خليفته وصديقه ونزل عذرى من السماء وخلقت طيبة عند طيب ووعدت مغفرة ورزقا كريما وقال حسان متعذرا فى حقها... حصان رزان ما تزن بريبة... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل... حليلة خير الناس دينا ومنصبا... نبى الهدى والمكرمات الفواضل... عقيلة حى من لؤى بن غالب... كرام المساعى مجدها غير زائل... مهذبة قد طيب الله خيمها... وطهرها من كل شين وباطل


الصفحة التالية
Icon