النور ٣٠ - ٢٧
يأيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا
يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم أى بيوتا لستم تملكونها ولا تسكنونها حتى تستأنسوا أى تستأذنوا عن ابن عباس رضى الله عنهما وقد قرأبه والاستئناس فى الأصل الاستعلام واستكشاف استفعال من أنس الشئ إذا أبصره ظاهرا مكشوفا أى حتى تستعلموا ايطلق لكم الدخول أم لا وذلك بتسبيحة أو بتكبيرة أو بتحميدة أو بتنحنح وتسلموا على أهلها والتسليم أن يقول السلام عليكم أأدخل ثلاث مرات فإن أذن له والا رجع وقيل إن تلاقيا يقدم التسليم والا فالاستئذان ذلكم أى استئذان والتسليم خير لكم من تحية الجاهلية والدمور وهو الدخول بغير إذن فكان الرجل من أهل الجاهلية إذا دخل بيت غيره يقول حييتم صباحا وحييتم مساء ثم يدخل فربما أصاب الرجل مع امرأته فى لحاف واحد لعلكم تذكرون أى قيل لكم هذا لكى تذكروا وتتعظوا وتعملوا ما أمرتم به فى باب الاستئذان فإن لم تجدوا فيها فى البيوت أحدا من الآذنين فلاتدخلوها حتى يؤذن لكم حتى تجدوا من يأذن لكم أو فإن لم تجدوا فيها أحدا من أهلها ولكك فيها حاجة فلا تدخلوها إلا بإذن أهلها لأن التصرف فى ملك الغير لا بد من أن يكون برضاه وإن قيل لكم ارجعوا أى إذا كان فيه قوم فقالوا ارجعوا فارجعوا ولا تلحوا فى إطلاق الإذن ولا تلجوا فى تسهيل الحجاب ولا تقفوا على الأبواب لأن هذا مما يجلب الكراهة فإذا نهى عن ذلك لأدائه إلى الكراهة وجب الانتهاء عن كل ما يؤدى إليها من قرع الباب بعنف والتصييح بصاحب الدار وغير ذلك وعن أبى عبيد ما قرعت بابا على عالم قط هو أزكى لكم أى الرجوع أطيب وأطهر لما فيه من سلامة الصدور والبعد عن الريبة أو أنفع وأنمى خيرا والله بم اتعملون عليم وعيد للمخاطبين بأنه عالم بما يأتون وما يذرون مما خوطبوا به فموف جزاءه عليه ليس عليكم جناح أن تدخلوا فى أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة استثنى من البيوت التى يجب الاستئذان على داخلها ما ليس بمسكون منها كالخانات والربط وحوانيت النجار فيها متاع لكم أى منفعة كالاستكنان من الجر والبرد إيواء الرحال والسلع والشراء والبيع وقيل الخربات يتبرز فيها والمتاع التبرز والله يعلم ما تبدون وما تكتمون وعيد للذين يدخلون الخربات والدور الخالية من أهل الريبة قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم من للتبعيض والمراد


الصفحة التالية
Icon