النور ٣٣
بظواهره بائن منهم بسرائره فقد هجرهم فيما له عليم فى الله باطنا ثم وصلهم فيما لهم عليه لله ظاهرا... وما هو منهمو بالعيش فيهم... ولكن معدن الذهب الرغام...
يأكل ما يأكلون ويشرب ما يشربون وما يدريهم انه ضيف الله يرى السموات والأرض قائمات بامره وكأنه قيل فيه... فان تفق الانام وأنت منهم... فان المسك بعض دم الغزال...
فحال ولى العزلة أصفى وأحلى وحال ولى العشرة أو فى وأعلى ونزل الأول من الثانى فى حضرة الرحمن منزلة النديم من الوزير عند السلطان أما النبى عليه الصلاة و السلام فهو كريم الطرفين ومعدن الشذرين ومجمع الحالين ومنبع الزلالين فباطن أحواله مهتدى ولى العزلة وظاهر اعماله مقتدى ولى العشرة والثالث المجاهد المحاسب العامل المطالب بالضرائب كنجوم المكاتب عليه فى اليوم والليلة خمس وفى المائتين درهما خمسة وفى السنة شهر وفى العمر زورة فكأنه اشترى نفسه من ربه بهذه النجوم المرتبة فيسعى فى فكاك رقبته خوفا من البقاء فى ربقة العبودية وطمعا فى فتح باب الحريه ليسرح فى رياض الجنة فيتمتع بمبياه ويفعل ما يشاؤه ويهواه والرابع الاباق فما أكثرهم فمنهم القاضى الجائر والعالم غير العامل والعامل المرائى والواعظ الذى لا يفعل ما يقول ويكون أكثر أقواله الفضول وعلى كل ما لا ينفعه يصول فضلا عن السارق والزانى والغاصب فعنهم أخبر النبى عليه الصلاة و السلام ان الله لينصر هذا الدين بقوم لاخلاق لهم فى الآخرة ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء كان لابن أبى ست جوار معاذة ومسكية وأميمة وعمرة وأروى وقتيلة يكرههن على البغاء وضرب عليهم الضرائب فشكت ثنتان منهن إلى رسول الله عليه الصلاة و السلام فنزلت ويكنى بالفتى والفتاة عن العبد والأمة والبغاء الزنا للنساء خاصة وهو مصدر لبغت إن أردن تحصنا تعففا عن الزنا وإنما قيده بهذا الشرط لأن الاكراه لا يكون الامع إرادة التحصن فآمر المطيعة للبغاء لا يسمى مكرها ولا أمره اكراها ولانها نزلت على سبب فوقع النهى على تلك الصفة وفيه توبيخ للموالى أى إذا رغبن فى التحصن فأنتم أحق بذلك لتبتغوا عرض الحيوة الدنيا أى لتبتغوا باكراههن على الزنا أجورهن وأولادهن ومن يكرههن فان الله من بعد إكراههن غفور رحيم أى لهن وفى مصحف ابن مسعود كذلك وكان الحسن يقول لهن والله لهن والله ولعل الاكراه كان دون ما اعتبرته الشريعة وهو الذى