النور ٣٥ - ٣٤
يخاف منه التلف فكانت آثمة أولهم إذا تابوا ولقد أنزلنا اليكم آيات مبينات بفتح الياء حجازى وبصرى وأبو بكر وحماد والمراد الآيات التى بينت فى هذه السورة وأوضحت فى معانى الاحكام والحدود وجاز أن يكون الأصل مبينا فيها فاتسع فى الظرف أى أجرى مجرى المفعول به كقوله ويوم شهدناه وبكسرها غيرهم أى بينت هى الأحكام والحدود جعل الفعل لها مجازا أو من بين يمعنى تبين ومنه المثل
قد بين الصبح لذى عينين
ومثلا من الذين خلوا من قبلكم ومثلا من أمثال من قبلكم أى قصة عجيبة من قصصهم كقصة يوسف ومريم يعنى قصة عائشة رضى الله عنها وموعظة ما وعظ به من الآيات والمثل من نحو قوله تعالى ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله لولا إذ سمعتموه ولولا إذ سمعتموه يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا للمتقين أى هم المنتفعون بها وان كانت موعظة للكل نظير قوله الله نور السموات والأرض مع قوله مثل نوره ويهدى الله لنوره قولك زيد كرم وجود ثم تقول ينعش الناس يكرمه وجوده والمعنى ذو نور السموات ونور السموات والأرض الحق شبهه بالنور فى ظهوره وبيانه كقوله الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور أى من الباطل إلى الحق وأضاف النور اليهما للدلالة على سعة اشراقه وفشوا إضاءته حتى تصئ له السموات والأرض وجاز أن المراد أهل السموات والأرض وانهم يستضيئون به مثل نوره أى صفة نوره العجيبة الشأن فى الاضاءة كمشكاة كصفة مشكاة وهى الكوفى فى الجدار غير النافذة فيها مصباح أى سراج ضخم ثاقب المصباح فى زجاجة فى قنديل من زجاج شامى بكسر الزاى الزجاجة كأنها كوكب درى مضئ بضم الدال وتشديد الياء منسوب إلى الدرلفرط ضيائه وصفائه وبالكسر والهمزة عمرو وعلى كأنه يدرأ الظلام بضوئه وبالضم والهمزة أبو بكر وحمزة شبه فى زهرته بأحد الكواكب الدرارى كالمشترى والزهرة ونحوهما توقد بالتخفيف حمزة وعلى وابو بكر الزجاجة ويوقد بالتخفيف شامى ونافع وحفص ويوقد بالتشديد مكى وبصرى أى هذا المصباح من شجرة أى ابتداء ثقوبه من زيت شجرة الزيتون يعنى رويت زبالته بزيتها مباركة كثيرة المنافع أو لأنها نبتت فى الأرض التى بورك فيها للعالمين وقيل بارك فيها سبعون نبيا منهم إبراهيم عليه السلام زيتونة بدل من شجرة نعتها لا شرقية ولا غربية أى منبتها الشام يعنى ليست من المشرق ولا من المغرب بل فى الوسط منهما وهو الشام


الصفحة التالية
Icon