النور ٣٧ - ٣٥
وأجود الزيتون زيتون الشام وقيل ليست مما تطلع عليه الشمس فى وقت شروقها أو غروبها فقط بل تصيبها بالغداة والعشى جميعا فهى شرقية وغربية يكاد زيتها دهنها يضئ ولو لم تمسسه نار وصف الزيت بالصفاء والوميض وأنه لتلألؤه يكاد يضئ من غير نار نور على نور أى هذا النور الذى شبه به الحق نور متضاعف قد تناصر فيه المشكاة والزجاجة والمصباح والزيت حتى لم تبق بقية مما يقوى النور وهذا لأن المصباح إذا كان فى مكان متضايق كالمشكاة كان أجمع لنوره بخلاف المكان الواسع فان الضوء ينتشر فيه والقنديل أعون شئ على زيادة الانارة وكذلك الزيت وصفاؤه وضرب المثل يكون بدنئ محسوس معهود لا بعلى غير معاين ولا مشهود فأيوتمام لما قال فى المأمون... إقدام عمرو فى سماحة حاتم... فى حلم أحنف فى ذكاء اياس...
قيل له إن الخليفة فرق من مثلته بهم فقال مرتجلا... لا تنكروا ضربى من دونه... مثلا شرودا فى الندى والباس...
... فالله قد ضرب الأقل لنوره... مثلا من المشكاة والنبراس...
يهدى الله لنوره أى لهذا النور الثاقب من يشاء من عباده أى يوفق لاصابة الحق من يشاء من عباده بالهام من الله أو ينظره فى الدليل ويضرب الله الامثال للناس تقريبا إلى افهامهم ليعتبروا فيؤمنوا والله بكل شئ عليم فيبين كل شئ بما يمكن أن يعلم به وقال ابن عباس رضى الله عنه مثل نوره أى نور الله الذى هدى به المؤمن وقرأ ابن مسعود رحمه الله مثل نوره فى قلب المؤمن كمشكاة وقرأ أبى مثل نور المؤمن فى بيوت يتعلق بمشكاة أى كمشكاة فى بعض بيوت الله وهى المساجد كأنه قيل مثل نوره كما يرى فى المسجد له رجال فى بيوت وفيها تكرير فيه توكيد نحو زيد فى الدار جالس فيها أو بمحذوف أى سبحوا فى بيوت أذن الله أى أمر أن ترفع تبنى كقوله بناها رفع سمكها فسواها وإذ يرفع إبراهيم القواعد أو تعظم من الرفعة وعن الحسن ما أمر الله أن نرفع بالبناء ولكن بالتعظيم ويذكر فيها اسمه يتلى فيها كتابه أو هو عام فى كل ذكر يسبح له فيها بالغدو والآصال أى يصلى له فيها بالغداة صلاة الفجر وبالآصال صلاة الظهر والعصر والعشاءين وإنما وحد الغدو لأن صلاته صلاته صلاة واحدة وفى الآصال صلوات والآصال جمع أصل جمع أصيل وهو العشى رجال فاعل يسبح يسبح شامى وأبو بكر ويسند إلى أحد الظروف الثلاثة أعنى له فيها بالغدو ورجال مرفوع بمادل عليه يسبح أى يسبح له لا تلهيهم


الصفحة التالية
Icon