النور ٣٩ - ٣٧
لا تشغلهم تجارة فى السفر ولا بيع فى الحضر وقيل التجارة الشراء اطلاقا لاسم الجنس على النوع أو خص البيع بعد ماعم لأنه أو غل فى الالهاء من الشراء لأن الربح فى البيعة الرابحة متيقن وفى الشراء مظنون عن ذكر الله باللسان والقلب وإقام الصلوة أى عن إقامة الصلاة التاء فى إقامة عوض من العين الساقطة للأعلال الأصل أقوام فلما قلبت الواو ألفا اجتمع ألفان فحذفت أحدهما لالتقاء الساكنين فأدخلت التاء عوضا عن المحذوف فلما أضيفت أقيمت الإضافة مقام التاء فاسقطت وإيتاء الزكوة أى وعن إيتاء الزكاة والمعنى لا تجارة لهم حتى تلهيهم كأولياء العزلة أو يبيعون ويشترون ويذكرون الله مع ذلك وإذا حضرت الصلاة قاموا إليها غير متثاقلين كأولياء العشرة يخافون يوما أي يوم القيامة ويخافون حال من الضمير في تلهيهم أو صفة أخرى لرجال تتقلب فيه القلوب ببلوغها إلى الجناجر والأبصار بالشخوص والزرقة أو تتقلب القلوب إلى الإيمان بعد الكفران والأبصار إلى العيان بعد إنكاره للطغيان كقوله فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ليجزيكم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله أى يسبحون ويخافون ليجزيهم الله أحسن جزاء أعمالهم أى ليجزيهم ثوابهم مضاعفا ويزيدهم على الثواب الموعود على العمل تفضلا والله يرزق من يشاء بغير حساب أى يثيب من يشاء ثوابا لا يدخل فى حساب الخلق هذه صفات المهتدين بنور الله فاما الذين ضلوا عنه فالمذكورون فى قوله والذين كفروا أعمالهم كسراب هو مايرى فى الفلاة من ضوء الشمس وقت الظهر يسرب على وجه الأرض كأنه ماء يجرى بقيعة بقاع أو جمع قاع وهوالمنبسط المستوى من الأرض كجيرة فى جار يحسبه الظمآن يظنه العطشان ماء حتى إذا جاءه أى جاء إلى ماتوهم أنه ماء لم يجده شيئا كما ظنه ووجده الله أى جزاء الله كقوله يجد الله غفورا رحيما أى يجد مغفرته ورحمته عنده عند الكافر فوفاه حسابه أى أعطاه جزاء عمله وافيا كاملا وحد بعد الجمع حملا على كل واحد من الكفار والله سريع الحساب لأنه لا يحتاج إلى عد وعقد ولا يشغله حساب عن حساب أو قريب حسابه لأن ما هو آت قريب شبه ما يعمله من لا يعتقد الإيمان ولا يتبع الحق من الأعمال الصالحة التى يحسبها تنفعه عندالله وتنجيه من عذابه ثم يخيب فى العاقبة أمله ويلقى خلاف ما قدر بسراب يراه الكافر بالساهرة