النور ٥٠ - ٤٥
والطير ومنهم من يمشى على أربع كالبهائم وقدم ما هوأعرق فى القدرة وهو الماشى بغير آلة مشى من أرجل أو غيرها ثم الماشى على رجلين ثم الماشى على أربع يخلق الله ما يشاء كيف يشاء إن الله على كل شئ قدير لا يتعذر عليه شئ لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدى من يشائ بلطفه ومشيئته إلى صراط مستقيم إلى دين الإسلام الذى يوصل إلى جنته والآيات لإلزام حجته لما ذكر إنزال الآيات ذكر بعدها افتراق الناس إلى ثلاث فرق فرقة صدقت ظاهرا وكذبت باطنا وهم المنافقون وفرقة صدقت ظاهرا وباطنا وهم المخلصون وفرقة كذبت ظاهرا وباطنا وهم الكافرون على هذا الترتيب وبدأ بالمنافقين فقال ويقولون آمنا بالله وبالرسول بألسنتهم وأطعنا الله والرسول ثميتولى يعرض على الإنقياد لحكم الله ورسوله فريق منهم من بعد ذلك أى من بعد قولهم آمنا بالله وبالرسول وأطعنا وما أولئك بالمؤمنين أى المخلصين وهو إشارة إلى القائلين آمنا وأطعنا لا إلى الفرق المتولى وحده وفيه اعلام من الله بان جميعهم منتف عنهم الإيمان لاعتقادهم ما يعتقد هؤلاء والاعتراض وإن كان من بعضهم فالرضا بالاعراض من كلهم وإذا دعوا إلى الله ورسوله أى إلى رسول الله كقولك أعجبنى زيد وكرمه تريد زيد وكرمه تريد كرم زيد ليحكم الرسول بينهم إذا فريق منهم معرضون أى فاجأ من فريق منهم الاعراض نزلت فى بشر المنافق إلى كعب بن الأشرف ويقول ان محمدا يحيف علينا وإن يكن لهم الحق أى إذا كان الحق لهم على غيرهم ياتوا إليه إلى الرسول مذعنين حال أى مسرعين فى الطاعة طلبا لحقهم لارضا بحكم رسولهم قال الزجاج الإذعان الإسراع مع الطاعة والمعنى أنهم لمعرفتهم أنه ليس معك إلا الحق المر والعدل البحث يمتنعون عن المحاكمة إليك إذا ركبهم الحق لئلا تنتزعه من احداقهن بقضائك عليهم لخصومهم وإن ثبت له حق على خصم أسرعوا إليك ولم يرضوا إلا بحكومتك لتأخذ لهم ما وجب لهم فى ذمة الخصم أفى قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن


الصفحة التالية
Icon