النور ٥٣ - ٥٠
يحيف الله عليهم ورسوله قسم الأمر فى صدورهم عن حكومته إذا كان الحق عليهم بأن يكونوا مرضى القلوب منافقين أو مرتابين فى أمر نبوته أو خائفين الحيف فى قضائه ثم أبطل خوفهم حيفه بقوله بل أولئك هم الظالمون أى يخافون أو يحيف عليهم لمعرفتهم بحاله وإنما هم ظالمون يريدون أن يظلموا من له الحق عليهم وذلك شئ لا يستطيعونه فى مجلس رسول الله عليه الصلاة و السلام قمن ثم يأبون المحاكمة إليه إنما كان قول المؤمنين وعن الحسن قول بالرفع والنصب أفرى لأن أولى الاسمين بكونه إسما لكان أوعليهما فى التعريف وأن يقولوا أوغل بخلاف قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم النبى عليه الصلاة و السلام ليحكم أى ليفعل الحكم بينهم بحكم الله الذى أنزل عليه أن يقولوا سمعنا قوله وأطعنا أمره وأولئك هم المفلحون الفائزون ومن يطع الله فى فرائضه ورسوله فى سننه ويخش الله على ما مضى من ذنوبه ويتقه فيما يستقبل فأولئك هم الفائزون وعن بعض الملوك أنه سأل عن آية كافية فتليت له هذه الآية وهى جامعة لأسباب الفوز ويتقه بسكون الهاء أبو عمرو وأبو بكر بنيةالوقف وبسكون القاف وبكسر الهاء مختلسة حفص وبكسر القاف والهاء غيرهم وأقسموا بالله جهد أيمانهم أى حلف المنافقون بالله جهد اليمين لأنهم بذلوا فيها مجهودهم وجهد يمينه مستعار من جهد نفسه إذا بلغ أقصى وسعها وذلك إذا بالغ فى اليمين وبلغ غاية شدتها ووكادتها وعن ابن عباس رضى الله عنهما من قال بالله فقد جهد يمينه وأصل أقسم جهد اليمين اقسم بجهد اليمين جهدا فجذف الفعل وقدم المصدر فوضع موضعه مضافا إلى المفعول كقوله فضرب الرقاب وحكم هذا المنصوب حكم الحال كأنه قال جاهدين ايمانهم لئن أمرتهم ليخرجن أى لئن أمرنا محمد بالخروج إلى الغزو لغزونا أو بالخروج من ديارنا لخرجنا قل لا تقسموا لا تحلفوا كاذبين لأنه معصية طاعة معروفة أمثل وأولى بكم من هذه الأيمان الكاذبة مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدأ محذوف أىالذى يطلب منكم طاعة معروفة معلومة لا يشك فيها ولا يرتاب كطاعة الخلص من المؤمنين لا أيمان تقسمون بها بأفواهكم وقلوبكم على خلافها إن الله خبير بما تعملون يعلم ما فى ضمائركم ولا يخفى عليه شئ من سرائركم وانه