النور ٥٥ - ٥٤
فاضحكم لا محالة ومجازيكم على نفاقكم قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول صرف الكلام عن الغيبة إلى الخطاب على طريق الإلتفات هو أبلغ فى تبكيتهم فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم يريد فإن تتولوا فما ضررتموه وإنما ضررتم أنفسكم فإن الرسول ليس عليه إلا ما حمله الله تعالى وكلفه من أداء الرسالة فإذا أدى فقد خرج عن عهدة تكليفه وأما أنتم فعليكم ما كلفتم من التلقى بالقبول والاذعان فإن لم تفعلوا وتوليتم فقد عرضتم نفوسكم لسخط الله وعذابه وإن تطيعوه تهتدوا أى وإن اطعتموه فيما يأمركم وينهاكم فقد احرزتم نصيبكم من الهدى فالضرر فى توليكم والنفع عائدان إليكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين وما على الرسول إلا أن يبلغ ماله نفع فى قلوبكم ولا عليه ضرر فى توليكم والبلاغ بمعنى التبليغ كالأداء بمعنى التأدية والمبين الظاهر لكونه مقرونا بالآيات والمعجزات ثم ذكر المخلصين فقال وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات الخطاب للنبى عليه الصلاة و السلام ولمن معه منكم للبيان وقيل المراد به المهاجرون ومن للتبعيض ليستخلفنهم فى الأرض أى أرض الكفار وقيل أرض الكفار وقيل أرض المدينة والصحيح أنه عام لقوله عليه الصلاة و السلام ليدخلن هذا الدين على ما دخل عليه الليل كما استخلف استخلف أبوبكر الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم وليبدلنهم بالتخفيف مكى وأبو بكر من بعد خوفهم أمنا وعدهم الله أن ينصر الإسلام على الكفر ويورثهم الأرض ويجعلهم فيها خلفاء كما فعل ببنى إسرائيل حين أورثهم مصر والشام بعد إهلاك الجبابرة وأن يميز الدين المرتضى وهو دين الإسلام وتمكينه تثبيته وتعضيده وأن يؤمن سربهم ويزيل عنهم الخوف الذى كانوا عليه وذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه مكثوا بمكة عشر ينين خائفين ولما ولما هاجروا كانوا بالمدينة يصبحون فى السلاح ويمسون فيه حتى قال رجل ما يأتى علينا يوم نأمن فيه ونضع السلاح فنزلت فقال عليه الصلاة و السلام لا تغبرون إلا يسيرا حتى يجلس الرجل منكم فى الملا العظيم محتبيا ليس معه حديدة فأنجز الله وعده وأظهرهم على جزيرة العرب وافتتحوا أبعد بلاد المشرق والمغرب ومزقوا ملك الأكاسرة وملكوا خزائنهم واستولوا على الدنيا والقسم المتلقى باللام والنون فى ليستخلفنهم محذوف تقديره وعدهم الله وأقسم