الفرقان ٨ - ٣
لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يستطيعون لأنفسهم دفع ضرر عنها ولا جلب نفع إليها ولا يملكون موتا إماتة ولا حياة أى إحياء ولا نشورا إحياء بعد الموت وجعلها كالعقلاء لزعم عابديها وقال الذين كفروا إن هذا ما هذا القرآن إلا إفك كذب إفتراه اختلقه واخترعه محمد من عند نفسه وأعانه عليه قوم آخرون أى اليهود وعداس ويسار وأبو فكيهة الرومى قاله النضر بن الحرث فقد جاءو ظلما وزورا هذا اخبار من الله رد للكفرة فيرجع الضمير إلى الكفار وجاء يستعمل فى معنى فعل فيعدى تعديتها أو حذف الجار وأوصل الفعل أى بظلم وزور وظلمهم أن جعلوا العربى يتلقن من العجمى الرومى كلاما عربيا أعجز بفصاحته جميع فصحاء العرب والزور أن بهتوه بنسبة ما هو برئ منه إليه وقالوا أساطير الأولين أو هو أحاديث المتقدمين وما سطروه كرستم وغيره جمع أسطار وأسطورة كأحدوثة اكتتبها كتبها لنفسه فهى تملى عليه أى تلقى عليه من كتابه بكرة أول النهار وأصيلا آخره فيحفظ ما يملى عليه ثم يتلوه علينا قل يا محمد أنزله أى القرآن الذى يعلم السر فى السموات والأرض أى يعلم كل سر خفى فى السموات والأرض يعنى أن القرآن لما اشتمل على علم الغيوب التى يستحيل عادة أن يعلمها محمد عليه الصلاة و السلام من غير تعليم دل ذلك على أنه من عند علام الغيوب إنه كان غفورا رحيما فيمهلهم ولا يعاجلهم بالعقوبة وإن استوجبوها بمكابرتهم وقالوا مال هذا الرسول وقعت اللام فى المصحف مفصولة عن الهاء وخط المصحف سنة لا تغير وتسميتهم إياه بالرسول سخرية منهم كانهم قالوا اى شئ لهذا الزاعم أنه رسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق حال والعامل فيها هذا لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة ياكل مها أى إن صح أنه رسول الله فما باله يأكل الطعام كما نأكل ويتردد فى الأسواق لطلب المعاش كما نتردد يعنون أنه كان يجب أن يكون ملكا مستغنيا عن الأكل والتعيش ثم نزلوا عن ذلك الاقتراح إلى أن يكون إنسانا معه ملك حتى بتساندا فى الإنذار والتخويف ثم نزلوا إلى أن يكون مرفودا بكنز يلقى إليه