الفرقان ١١٣ - ٨
من السماء يستظهر به ولا يحتاج إلى تحصيل المعاش ثم نزلوا إلى أن يكون رجلاله بستان يأكل هو منه كالمياسير أو نأكل نحن كقراءة على وحمزة وحسن عطف المضارع وهو يلقى وتكون على أنزل وهو ماض لدخول المضارع وهو فيكون بينهما وانتصب فيكون على القراءة المشهورة لأنه جواب لولا بمعنى هلا وحكمه حكم الاستفهام وأراد بالظالمين فى قوله وقال الظالمون إياهم بأعيانهم غير أنه وضع الظاهر موضع المضمر تسجيلا عليهم بالظلم فيما قالوا وهم كفار قريش إن تتبعون إلا رجلا مسحورا سحر فجن أو ذا سحر وهو الرئة عنوا أنه بشر لا ملك انظر كيف ضربوا بينوا لك الأمثال الأشباه أى قالوا فيك تلك الأقوال واخترعوا لك الصفات والأحوال من المفترى والمملى عليه والمسحور فضلوا عن الحق فلا يستطعون سبيلا فلا يجدون طريقا إليه تبارك الذى إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجرى من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا أى تكاثر خير الذى إن شاء وهب لك فى الدنيا خيرا مما قالوا وهو أن يعجل لك مثل ما وعدك فى الآخرة من الجنات والقصور وجنات بدل من خيرا ويجعل بالرفع مكى وشامى وأبو بكر لأن الشرط إذا وقع ماضيا زفى جزائه الجزم والرفع بل كذبوا بالساعة عطف على ما حكى عنهم يقول بل أتوا باعجب من ذلك كله وهو تكذيبهم بالساعة أو متصل بما يليه كأنه قال بل كذبوا بالساعة فكيف يلتفتون إلى هذا الجواب وكيف يصدقون بتعجيل مثل ما وعدك فى الآخرة وهم لا يؤمنون بها وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا وهيأنا للمكذبين بها نارا شديدة فى الاستعار إذا رأتهم أى النار أى قابلتهم من مكان بعيد أى إذا كانت منهم يمر أى الناظرين فى البعد سمعوا لها تغيظا وزفيرا أى سمعوا صوت غليانها وشبه ذلك بصوت المتغيظ والزافر أو إذا رأتهم زبانيتها تغيظوا وزفروا غضبا على الكفار وإذا ألقوا منها من النار مكانا ضيقا مكى فإن الكرب مع الضيق كما أن الروح مع السعة ولذا وصفت الجنة بأن عرضها السموات والأرض وعن ابن عباس رضى الله عنه أنه يضيق عليهم كما يضيق الزج فى الرمح مقرنين أى وهم مع ذلك الضيق مسلسلون مقرنون فى السلاسل قرنت أيديهم إلى أعناقهم فى الأغلال أو يقرن مع كل كافر شيطانه فى سلسلة وفى أرجلهم الأصفاد دعوا هنالك حينئذ ثبورا هلاكا أى قالوا أو اثبوراه