الفرقان ١٨ - ١٥
أى تعال يا ثبور فهذا حينك فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا أى انكم وقعتم فيما ليس ثبوركم فيه واحدا إنما هو ثبور كثير قل أذلك خير أى المذكور من صفة النار خير أم جنة الخلد التى وعد المنقون أى وعدها فالراجع إلى الموصول محذوف وإنما قال أذلك خير فى النار توبيخا للكفار كانت لهم جزاء ثوابا ومصيرا مرجعا وإنما قيل كانت لأن ما وعد الله كأنه كان لتحققه أو كان ذلك مكتوبا فى اللوح قبل أن خلقهم لهم فيها ما يشاءون أى ما يشاءونه خالدين حال من الضمير فى يشاءون والضمير فى كان لما يشاءون على ربك وعدا أى موعودا مسئولا مطلوبا أو حقيقا أن يسأل أو قد سأله المؤمنون والملائكة فى دعواتهم ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة ربنا وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم ويوم نحشرهم للبعث عند الجمهور وبالياء مكة ويزيد ويعقوب وحفص وما يعبدون من دون الله يريد المعبودين من الملائكة والمسبح وعزيز وعن الكلبى يعنى الأصنام ينطقها الله وقيل عام وما يتناول العقلاء وغيرهم لأنه أريد به الوصف كأنه قيل ومعبوديهم فيقول وبالنون شامى أأنتم أضللتم عبادى هؤلاء أم هم ضلوا السبيل والقياس ضلوا عن السبيل إلا أنهم تركوا الجار كما تركوه فى هذا الطريق والأصل إلى الطريق أو للطريق وضل مطاوع أضله والمعنى أأنتم أو قعتموهم فى الضلال عن طريق الحق بادخال الشبه أم هم ضلوا عنه بأنفسهم وانما لم يقل أأضللتم عبادى هؤلاء أم ضلوا السبيل وزد أنتم وهم لأن السؤال ليس عن الفعل ووجوده لأنه لولا وجوده لما توجه هذا العتاب وإنما هو عن متوليه فلا بد من ذكره وإيلائه حرف الاستفهام ليعلم أنه المسئول عنه وفائدة سؤالهم مع علمه تعالى بالمسئول عنه أن يجيبوا بما أجابوا به حتى يبكت عبدتهم بتكذيبهم إياهم فنزيد حسرتهم قالوا سبحانك تعجب منهم مما قيل لهم وقصدوا به تنزيهه عن الأنداد وأن يكون له نبى أو ملك أو غيرهما ندا ثم قالوا ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء أى ما كان يصح لنا ولا يستقيم أن نتولى أحدا دونك فكيف يصح لنا ان نحمل غيرنا على ان يتولونا دونك نتخذ يزيد واتخذ يتعدى إلى مفعول واحد نحو اتخذ وليا و إلى مفعولين نحو اتخذنا فلانا وليا قال


الصفحة التالية
Icon