الفرقان ٢٠ - ١٨
الله تعالى أم اتخذوا آلهة من الأرض وقال واتخذ الله ابراهيم خليلا فالقراءة الاولى من المتعدى لواحد وهو من أولياء والأصل أن نتخذ أولياء وزيدت من لتأكيد معنى النفى والقراءة الثانية من المتعدى إلى المفعولين فالمفعول الأول ما بنى له الفعل والثانى من أولياء ومن للتبعيض أى لا نتخذ بعض أولياء لأن من لا تزاد فى المفعول الثانى بل فى الأول تقول ما اتخذت من أحد وليا ولا تقول ما اتخذت احدا من ولى ولكن متعتهم وءاباءهم بالأموال والأولاد وطول العمر والسلامة من العذاب حتى نسوا الذكر أى ذكر الله والإيمان به والقرآن والشرائع وكانوا عند الله قوما بورا أى هلكى جمع بائر كعائذ وعوذ ثم يقال للكفار بطريق الخطاب عدولا عن الغيبة فقد كذبوكم وهذه المفاجأة بالاحتجاج والإلزام حسنة رائعة وخاصة إذا انضم إليها الالتفات وحذف القول ونظيرها يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل إلى قوله فقد جاءكم بشير ونذير قول القائل... قالوا خراسان اقصى ما يراد بنا ثم... القفول قد جئنا خراسانا...
بما تقولون بقولكم فيهم انهم آلهة والباء على هذا كقوله بل كذبوا بالحق والجار والمجرور يدل من الضمير كانه قيل فقد كذبوا بما تقولون وعن قنبل بالياء ومعناه فقد كذبوكم بقولهم سبحانك ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء والباء على هذا كقولك كتبت بالقلم فما يستطيعون صرفا ولا نصرا أى قما يستطيع آلهتكم أن يصرفوا عنكم العذاب أو ينصروكم وبالتاء حفص أى فما تستطيعون أنتم يا كفار صرف العذاب عنكم ولا نصر أنفسكم ثم خاطب المكلفين على العموم بقوله ومن يظلم منكم أى يشرك لأن الظلم وضع الشئ فى غير موضعه ومن جعل المخلوق شريك خالقه فقد ظلم يؤيده قوله تعالى ان الشرك لظلم عظيم نذقه عذابا كبيرا فسر بالخلود فى النار وهو يليق بالمشرك دون الفاسق الأعلى قول المعتزلة والخوارج وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق كسرت إن لاجل اللام فى الخبر والجملة بعد إلا صفة لموصوف محذوف والمعنى وما أرسلنا قبلك أحدا من المرسلين الا آكلين وماشين وإنما حذف اكتفاء بالجار والمجرور أى من المرسلين ونحوه وما منا إلا له مقام معلوم أى وما منا أحد قيل هو احتجاج على من قال ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق وتسلية للنبى عليه الصلاة و السلام وجعلنا بعضكم


الصفحة التالية
Icon