الفرقان ٢٣ - ٢٠
لبعض فتنة أى محنة وابتلاء وهذا تصبير لرسول الله صلى الله عليه و سلم عما عيروه به من الفقر ومشيه فى الأسواق يعنى أنه جعل الاغنياء فتنة للفقراء فيغنى من يشاء ويفقر من يشاء أتصبرون على هذه الفتنة فتؤجروا أم لا تصبرون فيزداد غمكم وحكى ان بعض الصالحين تبرم بضنك عيشه فخرج ضجرا افرأى خصيا فى مواكب ومراكب فخطر بباله شئ فإذا بمن يقرأ هذه الآية فقال بلى فصبرا ربنا أو جعلتك فتنة لهم لانك لو كنت غينا صاحب كنوز وجنان لكانت طاعتهم لك للدنيا أو ممزوجة بالدنيا فانما بعثناك فقيرا لتكون طاعى من يطيعك خالصة لنا وكان ربكم بصيرا عالما بالصواب فيما يبتلى به أو بمن يصبر ويجزع وقال الذين لا يرجون لا يأملون لقاءنا بالخبر لأنهم كفرة لا يؤمنون بالبعث أو لا يخافون عقابنا اما لان الراجى قلق فيما يرجوه كالخائف أو لان الرجاء فى لغة تهامة الخوف لولا هلا أنزل علينا الملائكة رسلا دون البشر أو شهودا على نبوته ودعوى رسالته أو نرى ربنا جهرة فيخبرنا برسالته واتباعه لقد استكبروا فى أنفسهم أى أضمروا الاستكبار عن الحق وهو الكفر والعناد فى قلوبهم وعتوا وتجاوزوا الحد فى الظلم عتوا كبيرا وصف العتو بالكبر فبالغ فى افراطه أى أنهم لم يجسروا على هذا القول العظيم الا انهم بلغوا غاية الاستكبار وأقصى العتو واللام فى لقد جواب قسم محذوف يوم يرون الملائكة أى يوم الموت أو يوم البعث ويوم منصوب بمادل عليه لا بشرى أى يوم يرون الملائكة يمنعون البشرى وقوله يومئذ مؤكد ليوم يرون أو باضمار اذكر أى اذكر يوم يرن الملائكة ثم أخبر فقال لا بشرى بالجنة يومئذ ولا ينتصب بيرون لان المضاف إليه لا يعمل فى المضاف ولا ببشرى لانها مصدر والمصدر لا يعمل فيما قبله ولان المنفى بلا لا يعمل فيما قبل لا للمجرمين ظاهر فى موضع ضمير أو عام يتناولهم بعمومه وهم الذين اجترموا الذنوب والمراد الكافرون لأن مطلق الاسماء يتناول أكمل المسميات ويقولون أى الملائكة حجرا محجورا حراما محرما عليكم البشرى أى جعل الله ذلك حراما عليكم انما البشرى للمؤمنين والحجر مصدروالكسر والفتح لغتان وقرئ بهما وهو من حجره إذا منعه وهو من المصادر المنصوبة بأفعال متروك إظهارها ومحجور التأكيد معنى الحجر كما قالوا موت مائت وقدمنا إلى ما عملوا من


الصفحة التالية
Icon