الفرقان ٥٢ - ٤٩
الفعول للمبالغة فان كان الفعل متعديا فالفعول متعدوان كان لازما فلازم لنحيى به بالمطر بلدة ميتا ذكر ميتا على إرادة البلد أو المكان ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسى كثيرا أى نسقى الماء البهائم والناس ومما خلقنا حال من انعاما وأناسى أى انعاما وأناسى مما خلقنا وسقى وأسقى لغتان وقرأ المفضل والبرجمى ونسقيه والاناسى جمع انسى على القياس ككرسى وكراسى وإنسان وأصله اناسين كسرحان وسراحين فابدلت النون ياء وأدغمت وقدم احياء الأرض على سقى الأنعام والاناسى لأن حياتها سبب لحياتهما وتخصيص الانعام من الحيوان الشارب لأن عامة منافع الاناسى متعلقة بها فكأن الانعام عليهم بسقى الانعام كالأنعام بسقيهم وتنكير البلدة لأنه يريد بعض بلاد هؤلاء المتبعدين على مظان الماء ولما كان سقى الاناسى من جملة ما انزل له الماء وصفه بالطهورية شرط الاحياء ولقد صرفناه بينهم ليذكروا ليذكروا حمزة وعلى يريد ولقد صرفنا هذا القول بين الناس فى القرآن وفى سائر الكتب المنزلة على الرسل وهو ذكر إنشاء السحاب وانزال القطر ليتفكروا ويعتبروا ويعرفوا حق النعمة فيه فيشكروا فأبى أكثر الناس الا كفورا فابى أكثرهم إلا كفران النعمة وجحودها وقلة الا كتراث لها أو صرفنا المطر بينهم فى البلدان المختلفة والاوقات المتغايرة وعلى الصفات المتفاوتة من وابل وطل وجود ورذاذ وديمة فابوا إلا الكفور وأن يقولوا مطر نابنوء كذا ولا يذكروا صنع الله تعالى ورحمته وعن ابن عباس رضى الله عنهما ما من عام أقل مطرا من عام ولكن الله يصرفه حيث يشاء وقرأ الآية وروى أن الملائكة يعرفون عدد المطر ومقداره فى كل عام لأنه لا يختلف ولكن يختلف فيه البلاد وينتزع من هنا جواب فى تنكير البلدة والانعام والاناسى ومن نسب الأمطار إلى الانواء وجحد أن تكون هى والانواء من خلق الله تعالى كفروان رأى أن الله تعالى خالقها وقد نصب الانواء أمارات ودلالات عليها لم يكفر ولو شئنا لبعثنا فى كل قرية نذيرا فلا نطع الكافرين أى لو شئنا لخففنا عنك اعباء نذارة جميع القرى ولبعثنا فى كل قرية نبيا ينذؤها ولكن شئنا أن نجمع لك فضائل جميع المرسلين بالرسالة إلى كافة العالمين فقصرنا الأمر عليك وعظمناك به فتكون وحدك ككلهم ولذا خوطب بالجمع يا أيها الرسل فقابل ذلك بالشكر والصبر والتشدد ولا تطع الكافرين فيما يدعونك اليه من موافقتهم ومداهنتهم وكما آثرتك على


الصفحة التالية
Icon