الفرقان ٦٧ - ٦٣
مرح واختيال وتكبر فلا يضربون بأقدامهم ولا يخفقون بنعالهم أشرا وبطرا ولذا كره بعض العلماء الركوب فى الأسواق ولقوله ويمشون فى الأسواق و إذا خاطبهم الجاهلون أى السفهاء بما يكرهون قالوا سلاما سدادا من القول يسلمون فيه من الإيذاء والافك أو تسلما منكم نتارككم ولا تجاهلكم فاقيم السلام مقام التسلم وقيل نسختها آية القتال ولا حاجة إلى ذلك فالاغضاء عن السفهاء مستحسن شرعا ومروءة هذا وصف نهارهم ثم وصف ليلهم بقوله والذين يبيتون لربهم سجدا جمع ساجد وقياما جمع قائم والبيتوتة خلاف الظلول وهى ان يدركك الليل نمت أو لم تنم وقالوا من قرأ شيئا من القرآن فى صلاة وإن قل فقد بات ساجدا وقائما وقيل هما الركعتان بعد المغرب والركعتان بعد العشاء والظاهر أنه وصف لهم باحياء الليل أو أكثره والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما هلاكا لازما ومنه الغريم لملازمته وصفهم باحياء الليل ساجدين قائمين ثم عقبه بذكر دعوتهم هذه إيذانا بأنهم مع إجتهادهم خائفون مبتهلون متضرعون إلى الله فى صرف العذاب عنهم إنها ساءت مستقرا ومقاما أى أن جهنم وساءت فى حكم بئست وفيها ضمير مبهم يفسره مستقرا والمخصوص بالذم محذوف معناه ساءت مستقرا ومقاما هى وهذا الضمير هو الذى ربط الجملة باسم إن وجعلها خبرا لها أو بمعنى أحزنت وفيها ضمير اسم ان ومستقرا حال أو تمييز ويصح أن يكون التعليلان متداخلين ومترادفين وأن يكونا من كلام الله تعالى وحكاية لقولهم والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا لم يجاوزوا الحد فى النفقة أو لم يأكلوا للتنعم ولم يلبسوا للتصلف وعن ابن عباس رضى الله عنهما لم ينفقوا فى المعاصى فالإسراف مجاوزة القدر وسمع رجل رجلا يقول لا خير فى الإسراف فقال لا إسراف فى الخير وقال عليه الصلاة و السلام من منع حقا فقد قتر ومن أعطى فى غير حق فقد أسرف ولم يقتروا بضم التاء كوفي وبضم الياء وكسر التاء مدنى وشامى وبفتح الياء وكسر التاء مكى وبصرى والفتر والإفتار والتقتير والتضييق الذى هو نقيض الإسراف وكان إنفاقهم بين ذلك أى الإصراف والإقتار قواما أى عدلا بينهما فالقوام العدل بين الشيئين والمنصوبان أي بين ذلك قواما خبران وصفهم بالقصد الذي هو بين الغلو والتقصير وبمثله أمر عليه الصلاة و السلام ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك الآية وسأل عبدالملك بن مروان عمر عبدالعزيز عن نفقته