الفرقان ٧٢ - ٦٨
حين زوجه ابنته فقال الحسنة بين السيئتين فعرف عبدالملك أنه أراد ما فى هذه الآية وقيل أولئك أصحاب محمد عليه الصلاة و السلام كانوا لا يأكلون طعاما للتنعم واللذة ولا يلبسون ثيابهم للجمال والزينة ولكن لسد الجوعة وسترالعورة ودفع الحر والقر وقال عمر رضى الله عنه كفى سرفا أن لا يشتهى الرجل شيئا إلا أكله والذين لا يدعون مع الله إلها آخر أى لا يشركون ولا يقتلون النفس التى حرم الله أى حرمها يعنى حرم قتلها إلا بالحق بقود أو رجم أو ردة أو شرك أو سعى فى الأرض بالفساد وهو متعلق بالقتل المحذوف أو بلا يقتلون ولا يزنون ونفى هذه الكبائر عن عبادة الصالحين تعريض لما كان عليه أعداؤهم من قريش وغيرهم كانه قيل والذين طهرهم الله مما أنتم عليه ومن يفعل ذلك أى المذكور يلق أثاما جزاء الاثم يضاعف بدل من يلق لأنهما فى معنى واحد إذ مضاعفة العذاب هى لقاء الاثام كقوله... متى تأتنا تلمم بنا فى ديارنا... تجد حطبا جزلا ونارا تأججا...
فجزم تلمم لأنه بمعنى تأتنا إذ الاتيان هو الالمام يضعف مكى ويزيد ويعقوب يضعف شامى يضاعف أبو بكر على الاستئناف أو على الحال ومعنى يضاعف له العذاب يوم القيامة أى يعذب على مرور الأيام فى الآخرة عذابا على عذاب وقيل إذا ارتكب المشرك معاصى مع الشرك عذب على الشرك وعلى المعاصى جميعا فتضاعف العقوبة لمضاعفة العذاب المعاقب عليه ويخلد جزمه جازم يضاعف ورفعه رافعه لأنه معطوف عليه فيه فى العذاب فيهى مكى وحفص بالاشباع وإنما خص حفص الاشباع بهذه الكلمة مبالغة فى الوعيد والعرب تمد للمبالغة مع أن الأصل فى هاء الكناية الاشباع مهانا حال أى ذليلا الا من تاب عن الشرك وهو استثناء من الجنس فى موضع النصب وآمن بمحمد عليه الصلاة و السلام وعمل عملا صالحا بعد توبته فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات أى يوفقهم للمحاسن بعد القبائح أو يمحوها بالتوبة ويثبت مكانها الحسنات الايمان والطاعة ولم يرد به أن السيئة بعينها حسنة ولكن المراد ما ذكرنا يبدل مخففا البرجمى وكان الله غفورا يكفر السيآت رحيما يبدلها بالحسنات ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا أى ومن تاب وحقق التوبة بالعمل الصالح فإنه يتوب بذلك إلى الله تعالى متابا مرضيا عنده مكفرا للخطايا محصلا للثواب والذين لا يشهدون الزور أى الكذب يعنى ينفرون عن محاضر الكذابين ومجالس الخطائين فلا