الشعراء ٢٤ - ١٨
صغيرا فربيناك ولبثت فينا من عمرك سنين قيل ثلاثين سنة وفعلت فعلتك التى فعلت يعنى قتل القبطى فعرض اذ كان ملكا وأنت من الكافرين بنعمتى حيث قتلت خبازى أو كنت على ديننا الذى تسمية كفرا وهذا افتراء منه عليه لأنه معصوم من الكفر وكان يعايشهم بالتقية قال فعلتها إذا أى اذ ذاك وأنا من الضالين الجاهلين بأنها تبلغ القتل والضال عن الشئ هو الذاهب عن معرفته أو الناسين من قوله أن تضل احداهما فتذاكر إحداهما الأخرى فدفع وصف الكفر عن نفسه ووضع الضالين موضع الكافرين واذا جواب وجزاء معا وهذا الكلام وقع جوابا لفرعون وجزاء له لأن قول فرعون وفعلت فعلتك معناه انك جازيت نعمتى بما فعلت فقال له موسى نعم فعلتها مجازيا لك تسليما لقوله لأن نعمته كانت جديرة بان تجازى بنحو ذلك الجزاء ففررت منكم الى مدين لما خفتكم أن تقتلونى وذلك حين قال له مؤمن من آل فرعون ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج الآية فوهب لى ربى حكما نبوة وعلما فزال عنى الجهل والضلالة وجعلنى من المرسلين من جملة رسله وتلك نعمة تمنها على ان عبدت بنى اسرائيل كر على امتنانه عليه بالتربية فابطله من أصله وأبي أن تمسى نعمة لأنها نقمة حيث بين أن حقيقة أنعامه عليه تعبيد بنى اسرائيل لأن تعبيدهم وقصدهم بذبح أبنائهم هو السبب فى حصوله عنده وتربيته ولو تركهم لرباه ابواه فكأن فرعون امتن على موسى بتعبيد قومه واخراجه من حجر أبويه إذا حققت وتعبيدهم تذليلهم واتخاذهم عبيدا ووحد الضمير فى تمنها وعبدت وجمع فى منكم وخفتكم لأن الخوف والفرار لم يكونا منه وحده ولكن منه ومن ملته المؤتمرين بقتله بدليل قوله ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك وأما الامتنان فمنه وحده وكذا التعبيد وتلك إشارة إلى خصلة شنعاء مبهمة لا يدرى ما هى إلا بتفسيرها ومحل ان عبدت الرفع عطف بيان لتلك أى تعبيدك بنى اسرائيل نعمة تمنها على قال فرعون وما رب العالمين أى انك تدعى أنك رسول رب العالمين فما صفته لأنك إذا أردت السؤال عن صفة زيد تقول ما زيد تعنى أطويل أم قصير أفقيه أم طبيب نص عليه صاحب الكشاف وغيره قال موسى مجيبا له على وفق سؤاله رب السموات والأرض وما بينهما أى وما بين الجنسين إن كنتم موقنين أى ان كنتم تعرفون الأشياء بالدليل فكفى خلق