الشعراء ٣٩ - ٣٠
بى ذلك ولو جئتك بشئ مبين أى جائيا بالمعجزة قال فأت به بالذى يبين صدقك ان كنت من الصادقين ان لك بينة وجواب الشرط مقدر أى فأحضره فألقى عصاه فاذا هى ثعبان مبين ظاهر الثعبانية لا شئ يشبه الثعبان كما تكون الأشياء المزورة بالشعوذة والسحر روى ان العصا ارتفعت فى السماء قدر ميل ثم الخطت مقبلة إلى فرعون وجعلت تقول يا موسى مرنى بما شئت ويقول فرعون أسألك بالذى أرسلك إلا أخذتها فأخذها فعادت عصا ونزع يده فاذا هى بيضاء للناظرين فيه دليل على أن بياضها كان شئ يجتمع النظارة على النظر اليه لخروجه عن العادة وكان بياضها نوريا روى ان فرعون لما أبصر الآية الأولى قال فهل غيرها فأخرج يده فقال لفرعون ما هذه قال فرعون يدك فادخلها فى ابطه ثم نزعها ولها شعاع يكاد يغشى الأبصار ويسد الأفق قال أى فرعون للملأ حوله هو منصوب نصبين نصب فى اللفظ والعامل فيه ما يقدر فى الظرف ونصب فى المحل وهو النصب على الحال من الملا أى كائنين حوله والعامل فيه قال ان هذا لساحر عليم بالسحر ثم أغوى قومه على موسى بقوله يريد أن يخرجهم من أرضكم بسحره فماذا منصوب لأنه مفعول به من قولك أمرتك الخير تأمرون تشيرون فى أمره من حبس أو قتل من المؤامرة وهى المشاورة أو من الأمر الذى هو ضد النهى لما تحير فرعون برؤية الآيتين وزل عنه ذكر دعوى الالهية وحط عن منكبيه كبرياء الربوبية وارتعدت فرائضه خوفا طفق يؤامر قومه الذين هم بزعمه عبيده وهو إلههم أو جعلهم آمرين ونفسه مأمورا قالوا أرجه وأخاه أخر أمرهما ولا تباغت قتلهما خوفا من الفتنة وابعث فى المدائن حاشرين شرطا يحشرون السحرة وعارضوا قول فرعون ان هذا لساحر عليم بقولهم يأتوك بكل سحار عليم فجاءوا بكلمة الإحاطة وصيغة المبالغة ليسكنوا بعض قلقة فجمع السحرة لميقات يوم معلوم أى يوم الزينة وميقاته وقت الضحى لأنه الوقت الذى وقته لهم موسى عليه السلام من يوم الزينة فى قوله تعالى موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى والميقات ما وقت به أحد أى حدد من زمان أو مكان ومنه مواقيت الإحرام وقيل للناس هل أنتم مجتمعون أى اجتمعوا وهو استبطاء لهم فى الاجتماع والمراد منه استعجالهم