الشعراء ٦٦ - ٥٧
والفتور فأخرجناهم من جنات بساتين وعيون وأنهار جارية وكنوز وأموال ظاهرة من الذهب والفضة وسماها كنوزا لأنهم لا ينفقون منها فى طاعة الله تعالى ومقام ومنزل كريم بهى بهيج وعن ابن عباس رضى الله عنهما المنابر كذلك يحتمل النصب على أخرجناهم مثل ذلك الإخراج الذى وصفنا والرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أى الأمر كذلك وأورثناها بنى إسرائيل عن الحسن لما عبروا النهر رجعوا وأخذوا ديارهم وأموالهم فأتبعوهم فلحقوهم فأتبعوهم يزيد مشرقين حال أى داخلين فى وقت شروق الشمس وهو طلوعها أدرك قوم فرعون موسى وقومه وقت طلوع الشمس فلما تراء الجمعان أى تقابلا بحيث يرى كل فريق صاحبه والمراد بنو إسرائيل والقبط قال أصحاب موسى إنا لمدركون أى قرب أن يلحقنا عدونا وأمامنا البحر قال موسى عليه السلام ثقة بوعد الله إياه كلا ارتدعوا عن سوء الظن بالله فلن يدركوكم ان معى معى حفص ربى سيهدين أى سيهدينى طريق النجاة من إدراكهم وإضرارهم سيهدينى بالياء يعقوب فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر أي القلزم أو النيل فانفلق أي فضرب فانفلق وانشتى فصار اثنى عشر فرقا على عدد الأسباط فكان كل فرق أي جزء تفرق منه كالطود العظيم كالجبل المنطاد في السماء وأزلفنا ثم حيث انفلق البحر الآخرين قوم فرعون أي قربناهم من بنى إسرائيل أو من البحر وأنجينا موسى ومن معه أجمعين من الغرق ثم أغرقنا الآخرين فرعون وقومه وفيه إبطال القول بتأثير الكواكب فى الآجال وغيرها من الحوادث فإنهم اجتمعوا فى الهلاك مع اختلاف طوالعهم روى أن جبريل عليه السلام كان بين بنى إسرائيل وبين آل فرعون فكان يقول لبنى إسرائيل ليلحق آخركم بأولكم ويستقبل القبط فيقول رويدكم يلحق أخركم بأولكم فلما انتهى موسى إلى البحر قال يوشع لموسى اين أمرت فهذا البحر أمامك وغشيك آل فرعون قال موسى ههنا فخاض يوشع الماء وضرب موسى بعصاه البحر فدخلوا وروى أن موسى عليه الصلاة و السلام قال عند ذلك يا من كان قبل كل شئ والمكون لكل شئ والكائن بعد كل شئ إن فى ذلك أى فيما فعلنا