الشعراء ٧٩ - ٦٧
بموسى وفرعون لآية لعبرة عجيبة لا توصف وما كان أكثرهم أى المغرقين مؤمنين قالوا لم يؤمن منهم إلا آسية وحزقيل مؤمن آل فرعون ومريم التى دلت موسى على قبر يوسف وإن ربك لهو العزيز بالانتقام من أعدائه الرحيم بالإنعام على أوليائه واتل عليهم على مشركى قريش نبأ إبراهيم خبره إذ قال لأبيه وقومه قوم إبراهيم أو قوم الأب ماتعبدون أي أي شيء تعبدون وإبراهيم عليه السلام يعلم أنهم عبدة الأصنام ولكنه سألهم ليريهم أن ما يعبدونه ليس بمستحق للعبادة قالوا نعبد أصناما وجواب ما تعبدون أصناما كيسئلونك ماذا ينفقون قل العفو ماذا قال ربكم قالوا الحق لأنه سؤال عن المعبود لا عن العبادة وإنما زادوا نعبد فى الجواب افتخارا ومباهاة بعبادتها ولذا عطفوا على نعبد فنظل لها عاكفين فقيم على عبادتها طول النهار وإنما قالوا فنظل لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل أو معناه الدوام قال أى إبراهيم هل يسمعونكم هل يسمعون دعاءكم على حذف المضاف لدلالة إذ تدعون عليه أو ينفعوكم إن عبدتموها أو يضرون إن تركتم عبادتها قالوا بل إضراب أى لا تسمع ولا تنفع ولا تضر ولا نعبدها لشئ من ذلك ولكن وجدنا آباءنا كذلك يفعلون فقلدناهم قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون الأولون فإنهم أى الأصنام عدو لى والعدو والصديق يجيئان فى معنى الوحدة والجماعة يعنى لو عبدتهم لكانوا أعداء لى فى يوم القيامة كقوله سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا وقال الفراء هو من المقلوب أى فإنى عدوهم وفى قوله عدو لى دون لكم زيادة نصح ليكون ادعى لهم إلى القبول ولو قال فإنهم عدو لكم لم يكون بتلك المثابة إلا رب العالمين استثناء منقطع لأنه لم يدخل تحت الأعداء كأنه قال لكن رب العالمين الذى خلقنى بالتكوين فى القرار المكين فهو يهدين لمناهج الدنيا ولمصالح الدين والاستقبال فى يهدينى مع سبق العناية لأنه يحتمل يهدينى للاهم الأفضل والأتم الأكمل أو الذى خلقنى لأسباب خدمته فهو يهدينى إلى آداب خلته والذي هو يطعمنى أضاف الإطعام إلى ولى الإنعام لأن لركون إلى الأسباب عادة الأنعام ويسقين قال ابن عطاء هو الذى يحيينى بطعامه ويروينى بشرابه


الصفحة التالية
Icon