الشعراء ٨٩ - ٨٠
وإذا مرضت وإنما لم يقل أمرضنى لأنه قصد الذكر بلسان الشكر فلم يضف اليه ما يقتضى الضر قال ابن عطاء وإذا مرضت برؤية الخلق فهو يشفين بمشاهدة الحق قال الصادق إذا مرضت برؤية الأفعال فهو يشفين بكشف منة الإفضال والذى يميتنى ثم يحيين ولم يقل إذا مت لأنه الخروج من حبس البلاء ودار الفناء إلى روض البقاء لوعد اللقاء وأدخل ثم فى الإحياء لتراخيه عن الافناء وادخل الفاء في الهداية والشفاء لأنهما يعقبان الخلق والمرض لامعا معا والذي أطمع طمع العبيد فى الموالى بالافضال لا على الاستحقاق بالسؤال ان يغفر لى خطيئتى قيل هو قوله انى سقيم بل فعله كبيرهم هذا ربى للبازغ هى أختى لسارة وما هى إلا معاريض جائزة وليست بخطايا يطلب لها الاستغفار واستغفار الأنبياء تواضع منهم لربهم وهضم لأنفسهم وتعليم للأمم فى طلب المغفرة يوم الدين يوم الجزاء رب هب لى حكما حكمة أو حكما بين الناس بالحق أو نبوة لأن النبى عليه السلام ذو حكمة وذو حكم بين عباد الله وألحقنى بالصالحين أى الأنبياء ولقد أجابه حيث قال وأنه فى الآخرة لمن الصالحين واجعل لى لسان صدق فى الآخرين أى ثناء حسنا وذكرا جميلا فى الأمم التى تجئ بعدى فأعطى ذلك فكل أهل دين يتولونه ويثنون عليه ووضع اللسان موضع القول لأن القول يكون به واجعلنى من يتعلق بمحذوف أى وارثا من ورثة جنة النعيم أى من الباقين فيها واغفر لابى اجعله أهل المغفرة بإعطاء الإسلام وكان وعده الاسلام يوم فارقه إنه كان من الضالين الكافرين ولا تحزنى يوم يبعث الضالون وأبى فيهم يوم لا ينفع مال هو بدل من يوم الأول ولا بنون أحدا إلا من أتى الله بقلب سليم عن الكفر والنفاق فقلب الكافر والمنافق مريض لقوله تعالى فى قلوبهم مرض أى أن المال إذا صرف فى وجوه البر وبنوه صالحون فانه ينتفع به وبهم سليم القلب أو جعل المال والبنون فى معنى الغنى كأنه قيل يوم لا ينفع غنى الا غنى من أتى الله بقلب سليم لأن غنى الرجل فى دينه بسلامة قلبه كما أن غناه فى دنياه بماله وبينه وقد جعل من مفعولا لينفع أى لا ينفع مال ولا بنون إلا رجلا قلبه مع ماله حيث انفقه فى طاعة الله ومع بنيه


الصفحة التالية
Icon