الكهف ٦٠ - ٥٧
ذكر بآيات ربه بالقرآن ولذلك رجع الضمير اليها مذكرا في قوله أن يفقهوه فأعرض عنها فلم يتذكر حين ذكر ولم يتدبر ونسى ما قدمت يداه عاقبة ما قدمت يداه من الكفر والمعاصي غير متفكر فيها ولا ناظر في أن المسيء والمحسن لا بد لهما من جزاء ثم علل إعراضهم ونسيانهم بأنهم مطبوع على قلوبهم بقوله إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أغطية جمع كنان وهو الغطاء أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ثقلا عن استماع الحق وجمع بعد الافراد حملا على لفظ من ومعناه وإن تدعهم يا محمد إلى الهدى إلى الإيمان فلن يهتدوا فلا يكون منهم اهتداء البتة إذا جزاء وجواب فدل على انتفاء اهتدائهم لدعوة الرسول بمعنى انهم جعلوا ما يجب أن يكون سبب وجود الاهتداء سببا في انتفائه وعلى انه جواب الرسول على تقدير قوله ما يجب أن يكون سبب وجود الاهتداء سببا في انتفائه وعلى أنه جواب للرسول على تقدير قوله ما لي لا ادعوهم حرضا على إسلامهم فقيل وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا مدة التكليف كلها وربك الغفور البليغ المغفرة ذو الرحمة الموصوف بالرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب أي ومن رحمته ترك مؤاخذته أهل مكة عاجلا مع فرط عدواتهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم بل لهم موعد وهو يوم بدر لن يجدوا من دونه موثلا منجي ولا ملجأ يقال وآل إذا نجاوو أل اليه إذا لجأ اليه وتلك مبتدأ القرى صفة لأن أسماء الاشارة توصف باسماء الاجناس والخبر أهلكاهم أو تلك القرى نصب باضمار أهلكنا على شريطة التفسير والمعنى وتلك اصحاب القرى والمراد قوم نوح وعاد وثمود لما ظلموا مثل ظلم أهل مكة وجعلنا لمهلكهم موعدا وضربنا لاهلاكهم وقتا معلوما لا يتأخرون عنه كما ضربنا لأهل مكة يوم بدر والمهلك الاهلاك ووقته بفتح الميم وكسر اللام حفص وبفتحها ابو بكر أي لوقت هلاكهم أو لهلاكهم والموعد وقت أو مصدر وإذا واذكر إذ قال موسى لفتاه هو يوشع بن نون وانما قيل فتاه لأنه كان يخدمه ويتبعه ويأخذ منه العلم لا أبرح لا أزال وقد حذف الخبر لدلالة الحال والكلام عليه أما الأولى فلأنها كانت حال سفر وأما الثاني فلأن قوله حتى أبلغ مجمع البحرين غاية مضروبة تستدعي ما هي غاية فلا بد أن يكون المعنى لا أبرح أسير حتى أبلغ مجمع البحرين وهو المكان الذي وعد فيه موسى لقاء الخضر


الصفحة التالية
Icon