الكهف ٦٤ - ٦١
عليهما السلام وهو ملتقى بحر فارس والروم وسمى خضرا لأنه أينما يصل يخضر ما حوله أو أمضى حقبا أو أسير زمانا طويلا قيل ثمانون سنة روى أنه لما ظهر موسى عليه السلام على مصر مع بني اسرائيل واستقروا بها بعد هلاك القبط سأل ربه أي عبادك أحب إليك قال الذي يذكرني ولا ينساني قال فأي عبادك أقضى قال الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى قال فأي عبادك أعلم قال الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تدل على هدى أو ترده عن ردي فقال ان كان في عبادك من هو أعلم مني فدلني عليه قال أعلم منك الخضر قال أين طلبه قال على الساحل عند الصخرة قال يا رب كيف لي به قال تأخذ حوتا في مكتل فحيث فقدته فهو هناك فقال لفتاه اذا فقدت الحوت فاخبرني فذهبا يمشيان قرقد موسى فاضطرب الحوت ووقع في البحر فلما جاء وقت الغداء طلب موسى الحوت فأخبره فتاه بوقوعه في البحر فاتيا الصخرة فاذا رجل مسجي بثوبه فسلم عليه موسى فقال وأني يا رضنا السلام فعرفه نفسه فقال يا موسى أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه انت وأنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا فلما بلغا مجمع بينهما مجمع البحرين نسيا حوتهما أي نسي أحدهما وهو يوشع لأنه كان صاحب الزاد دليله فأنى نسيت الحوت وهو كقولهم نسوا زادهم وإنما ينساه متعهدا الزاد قيل كان الحوت سمكة مملوحة فنزلا ليلة على شاطيء عين الحياة ونام موسى فلما اصاب السمكة روح الماء وبرده عاشت ووقعت في الماء فاتخذ سبيله في البحر أي اتخذ طريقا له من البر إلى البحر سربا نصب على المصدر أي سرب فيه سربا يعني دخل فيه واستتر به فلما جاوزا مجمع البحرين ثم نزلا وقد سارا ما شاء الله قال موسى لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا تعبا ولم يتعب ولا جاع قبل ذلك قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة هي موضع الموعد فاني نسيت الحوت ثم اعتذر فقال وما أنسانيه وبضم الهاء حفص الا الشيطان بالقاء الخواطر في القلب أن أذكره بدل من الهاء في أنسانية أي وما أنساني ذكره إلا الشيطان واتخذه سبيله في البحر عجبا وهو أن أثره بقي إلى حيث سار قال ذلك ما كنا نبغ نطلب وبالياء مكي وافقه ابو عمرو وعلى ومدني في الوصل وبغير ياء فيهما اتباعا لخط المصحف وذلك إشارة إلى اتخاذه سبيلا أي ذلك الذي كنا نطلب لأن ذهاب الحوت كان علما على لقاء الخضر عليه السلام فارتدا على آثارهما فرجعا في الطريق