الكهف ٧١ - ٦٥
الذي جاءا فيه قصصا يقصان قصصا أي يتبعان آثارهما اتباعا قال الزجاج القصص اتباع الاثر فوجدوا عبدا من عبادنا أي الخضر راقدا تحت ثوب أو جالسا في البحر آتيناه رحمة من عندنا هي الوحي والنبوة أو العلم أو طول الحياة وعلمناه من لدنا علما يعني الاخبار بالغيوب وقيل العلم اللدني ما حصل للعبد بطريق الالهام قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا أي علما ذا رشد به في ديني رشدا أبو عمر وهما لغتان كالبخل والبخل وفيه دليل على أنه لا ينبغي لأحد أن يترك طلب العلم وان كان قد بلغ نهايته وان يتواضع لمن هو اعلم منه قال انك لن تستطيع معي وبفتح الياء حفص وكذا ما بعده في السورة صبرا أي عن الانكار والسؤال وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا تمييز نفي استطاعة الصبر معه على وجه التأكيد وعلل ذلك بأنه تولى أمورا هي في ظاهرها مناكير والرجل الصالح لا يتمالك أن يجزع إذا رأى ذلك فكيف إذا كان نبيا قال ستجدني إن شاء الله صابرا من الصابرين عن الانكار والاعتراض ولا أعصي لك امرا في محل النصب عطف على صابرا أي ستجدني صابرا وغير عاص وهو عطف على ستجدني ولا محل له قال فان اتبعتني فلا تسألني بفتح اللام وتشديد النون مدني وشامي وبسكون اللام وتخفيف النون غيرهما والياء ثابتة فيهما اجماعا عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا أي فمن شرط اتباعك لي انك إذا رأيت مني شيئا وقد علمت انه صحيح إلا أنه خفي عليك وجه صحته فأنكرت في نفسك ألا تفاتحني بالسؤال ولا تراجعني فيه حتى أكون أنا الفاتح عليك وهذا من أدب المتعلم مع العالم والمتبوع مع التابع فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها فانطلقا على ساحل البحر يطلبان السفينة فلما ركباها قال أهلها هما من اللصوص وقال صاحب السفينة ارى وجوه الأنبياء فحملوهما بغير نول فلما لججوا أخذ الخضر الفأس فخرق السفينة بأن قلع لوحين من ألواحها مما يلي الماء فجعل موسى بسد الخرق بثيابه ثم قال أخرقتها لتغرق اهلها ليغرق حمزة وعلى من غرق لقد جئت شيئا إمرا