الكهف ٧٧ - ٧٢
أتيت شيئا عظيما من أمر الأمر إذا عظم قال أي الخضر ألم أقل انك لن تستطيع معي صبرا فلما رأى موسى أن الخرق لا يدخله الماء ولم يفر من السفينة قال لا تؤاخذني بما نسيت بالذي نسيته أو بشيء نسيته أو بنسياني أراد أنه نسي وصيته ولا مؤاخذة على الناس أو أراد بالنسيان الترك أي لا تؤاخذني بما تركت من وصيتك أول مرة ولا ترهقني من أمري عسرا رهقه إذا غشيه وأرهقه اياه أي ولا تغشني عسرا من أمري وهو اتباعه إياه أي ولا تعسر على متابعتك ويسرها على بالاغضاء وترك المناقشة فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قيل ضرب برأسه الحائط وقيل اضجعه ثم ذبحه بالسكين وإنما قال فقتله بالفاء وقال خرقها بغير فاء لأن خرقها جعل جزاء للشرط وجعل قتله من جملة الشرط معطوفا عليه والجزاء قال أقتلت نفسا وإنما خولف بينهما لأن خرق السفينة لم يتعقب الركوب وقد تعقب القتل لقاء الغلام زكية زاكية حجازي وأبو عمرو وهي الطاهرة من الذنوب أما لأنها طاهرة عنده لأنه لم يرها قد اذنبت أو لأنها صغيرة لم تبلغ الحنث بغير نفس أي لم تقتل نفسا فيقتص منها وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان نجدة الحروري كتب اليه كيف جاز قتله وقد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتل الولدان فكتب اليه ان علمت من حال الولدان ما علمه عالم موسى فلك أن تقتل لقد جئت شيئا نكرا وبضم الكاف حيث كان مدني وابو بكر وهو المنكر وقيل النكر أقل من الأمر لأن قتل نفس واحدة أهون من إغراق أهل السفينة او معناه جئت شيئا أنكر من الأول لأن الخرق يمكن تداركه بالسد ولا يمكن تدارك القتل قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا زاد ذلك هنا لان النكر فيه أكثر قال إن سألتك عن شيء بعدها بعد هذه الكرة أو المسألة فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا أعذرت فيما بيني وبينك في الفراق ولدني بتخفيف النون مدني وأبو بكر فانطلقا حتى إذ أتيا أهل قرية هي انطاكية أو الأبلة وهي أبعد أرض الله من السماء استطعما أهلها استضافا فأبوا أن يضيفوهما ضيفه أنزله وجعله ضيفه قال عليه السلام كانوا أهل قرية لئاما وقيل شر القرى التي تبخل بالقرى فوجدا فيها


الصفحة التالية
Icon