الشعراء ١١١ - ١٠٢
ولا صديق حميم من الذين كنا نعدهم شفعاء وأصدقاء لأنهم كانوا يعتقدون فى أصنامهم أنهم شفعاؤهم عند الله وكان لهم الاصدقاء من شياطين الإنس والحميم من الاحتمام وهو الاهتمام الذى يهمه ما يهمك أو من الحامة بمعنى الخاصة وهو الصديق الخاص وجمع الشافع ووحد الصديق لكثرة الشفعاء فى العادة وأما الصديق وهو الصادق فى ودادك الذى يهمه ما أهمك فقليل وسئل حكيم عن الصديق فقال اسم لا معنى له وجاز أن يراد بالصديق الجمع فلو أن لنا كرة رجعة الى الدنيا فنكون من المؤمنين وجواب لو محذوف وهو لفعلنا كيت وكيت أو لو فى مثل هذا بمعنى التمنى كانه قيل فليت لنا كرة لما بين معنى لو وليت من التلاقى إن فى ذلك فيما ذكر من الأنباء لآية أى لعبرة لمن اعتبر وما كان اكثرهم مؤمنين فيقال فريقا منهم آمنوا وإن ربك لهو العزيز المنتقم ممن كذب إبراهيم بنار الجحيم الرحيم المسلم كل ذى قلب سليم إلى جنة النعيم كذبت قوم نوح المرسلين القوم يذكر ويؤنث قيل ولد نوح فى زمن آدم عليه السلام ونظير قوله المرسلين والمراد نوح عليه السلام قولك فلان يركب الدواب ويلبس البرود وماله إلا دابة أو برد أو كانوا ينكرون بعث الرسل أصلا فلذا جمع أو لأن من كذب واحدا منهم فقد كذب الكل لأن كل رسول يدعو الناس إلى الإيمان بجميع الرسل وكذا جميع ما فى هذه السورة إذ قال لهم أخوهم نسبا لا دينا نوح ألا تتقون خالق الأنام فتتركوا عبادة الأصنام إنى لكم رسول أمين كان مشهورا بالأمانة فيهم كمحمد عليه الصلاة و السلام فى قريش فاتقوا الله وأطيعون فيما آمركم به وأدعوكم اليه من الحق وما أسئلكم عليه على هذا الأمر من أجر جزاء إن أجرى بالفتح مدني وشامي وأبو عمرو وحفص إلا على رب العالمين فلذلك أريده فاتقوا الله وأطيعون كرره ليقرره فى نفوسهم مع تعليق كل واحد منهما بعلة فعلة الأول كونه أمينا فبما بينهم وعلة الثانى حسم طمعة منهم كانه قال إذا عرفتم رسالتى وأمانتى فاتقوا الله ثم إذا عرفتم احترازى من الأجر فاتقوا الله قالوا أنؤمن لك واتبعك الواو للحال وقد مضمرة بعدها دليلة قراءة يعقوب واتباعك جمع تابع كشاهد وأشهاد أو تبع كبطل وأبطال الأرذلون السفلة والرذلة الخسة والدناءة وإنما استرذلوهم لا تضاع نسبهم وقلة نصيبهم من الدنيا وقيل كانوا من أهل الصناعات الدنيئة والصناعة لا تزرى بالديانة فالغنى غنى الدين والنسب نسب التقوى ولا يجوز