الشعراء ١٥٧ - ١٤٧
فى هذا المكان من النعيم آمنين من العذاب والزوال والموت ثم فسره بقوله فى جنات وعيون وهذا أيضا إجمال ثم تفصيل وزروع ونخل وعطف نخل على جنات مع أن الجنة تتناول النخل أول شىء تفضيلا للنخل على سائر الشجر طلعها هو ما يخرج من النخل كنصل السيف هضيم لين خضيج كانه قال ونخل قد أرطب ثمرة وتنحتون تنقبون من الجبال بيوتا فارهين شامى وكوفى حاذقين حال وغيرهم فرهين اشرين والفراهة الكيس والنشاط فاتقوا الله واطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين الكافرين أو التسعة الذين عقروا الناقة جعل الأمر مطاعا علىالمجاز الحكمى والمراد الآمر وهو كل جملة أخرجت الحكم المفاد بها عن موضوعه فى العقل لضرب من التأول كقولهم انبت الربيع البقل الذين يفسدون فىالأرض بالظلم والكفر ولا يصلحون بالإيمان والعدل والمعنى ان فسادهم مصمت ليس معه شىء من الصلاح كما تكون حال بعض المفسدين مخلوطة ببعض الصلاح قالوا إنما أنت من المسحرين المسحر الذى سحر كثيرا حتى غلب على عقله وقيل هو من السحر الرئة وأنه بشر ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين فى دعوى الرسالة قال هذه ناقة لها شرب نصيب من الماء فلا تزاحموها فيه ولكم شرب يوم معلوم لا تزاحمكم هى فيه روى انهم قالوا نريد ناقة عشراء تخرج من هذه الصخرة فتلد سقبا فجعل صالح يتفكر فقال له جبريل صل ركعتين واسأل ربك الناقة ففعل فخرجت الناقة ونتجت سقبا مثلها فى العظم وصدرها ستون ذراعا وإذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله وإذا كان يوم شربهم لا تشرب فيه الماء وهذا دليل على جواز المهايأة لأن قوله لها شرب ولكم شرب يوم معلوم من المهايأة ولا تمسوها بسوء بضرب أو عقر أو غير ذلك فيأخذكم عذاب يوم عظيم عظم اليوم لحلول العذاب فيه ووصف اليوم به أبلغ من وصف العذاب لأن الوقت إذا عظم بسببه كان موقعه من العظم أشد فعقروها عقرها قدار ولكنهم راضون به فاضيف اليهم روى أن عاقرها قال لا أعقرها حتى ترضوا أجمعين فكانوا يدخلون على المرأة فى خدرها فيقولون اترضين فتقول نعم وكذلك صبيانهم فأصبحوا نادمين على عقرها خوفا من نزول العذاب بهم لاندم توبة أو ندموا حين لا ينفع الندم وذلك