الشعراء ١٧١ - ١٥٨
عند معاينة العذاب أو على ترك الولد فأخذهم العذاب المقدم ذكره إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسئلكم عليه من أجر ان أجرى إلا على رب العالمين أتأتون الذكران من العالمين أراد بالعالمين الناس اتطئون الذكور من الناس مع كثرة الاناث أو أتطئون أنتم من بين عداكم من العالمين الذكر ان أى أنتم مختصون بهذه الفاحشة والعالمين على هذا كل ما ينكح من الحيوان وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم من تبيين لما خلق أو تبعيض والمراد بما خلق العضو المباح منهن وكانوا يفعلون مثل ذلك بنسائهم وفيه دليل على تحريم ادبار الزوجات والمملوكات ومن أجازه فقد أخطأ خطأ عظيما بل أنتم قوم عادون العادى المتعدى فى ظلمه المتجاوز فيه الحد أى بل أنتم قوم أحق بأن توصوا بالعدوان حيث ارتكبتم مثل هذه العظيمة قالوا لئن لم تنته يا لوط عن انكارك علينا وتقبيح أمرنا لنكونن من المخرجين من جملة من أخرجناه من بين أظهرنا وطردناه من بلدنا ولعلهم كانوا يخرجون من أخرجوه على أسوأ حال قال إنى لعملكم من القالين هو أبلغ من أن يقول قال فقولك فلان من العلماء أبلغ من قولك فلان عالم لأنك تشهد بأنه مساهم لهم فى العلم والقلى البغض يقلى الفؤاد والكبد وفيه دليل على عظم المعصية لأن قلاه من حيث الدين رب نجنى وأهلى مما يعملون من عقوبة عملهم فنجيناه وأهله أجمعين يعنى بناته ومن آمن معه إلا عجوزا هى امرأة لوط وكانت راضية بذلك والرضى بالمعصية فى حكم العاصى واستثناء الكافرة من الأهل وهم مؤمنون للاشتراك فى هذا الاثم وان لم تشاركهم فى الإيمان فى الغابرين صفة لها أى فى الباقين فى العذاب فلم تنج منه والغابر فى اللغة الباقى كانه قيل الا عجوزا غابرة أى مقدارا غبورها إذ الغبور لم يكن