الشعراء ٢٢٧ - ٢٢٥
الغاوون أي السفهاء أو الراوون أو الشياطين أو المشركون قال الزجاج إذا مدح أو هجا شاعر بما لا يكون وأحب ذلك قوم وتابعوه فهم الغاوون يتبعهم نافع ألم تر أنهم في كل واد من الكلام يهيمون خبر أن أي في كل فن من الكذب يتحدثون أو في كل لغو وباطل يخوضون والهائم الذاهب على وجه لا مقصد له وهو تمثيل لذهابهم في كل شعب من القول واعتسافهم حتى يفضلوا أجبن الناس على عنترة وأبخلهم على حاتم عن الفرزدق أن سليمان بن عبد الملك سمع قوله... فبتن بجانبي مصرعات... وبت أفض أغلاق الختام...
فقال وجب عليك الحد فقال قد درأ الله عني الحد بقوله وأنهم يقولون ما لا يفعلون حيث وصفهم بالكذب والخلف في الوعد ثم استثنى الشعراء المؤمنين الصالحين بقوله إلا الذي آمنوا وعملوا الصالحات كعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن زهير وكعب بن مالك رضي الله عنهم وذكروا الله كثيرا أي كان ذكر الله وتلاوة القرآن أغلب عليهم من الشعر وإذا قالوا شعرا قالوه في توحيد الله تعالى والثناء عليه والحكمة والموعظة والزهد والأدب ومدح رسول الله والصحابة وصلحاء الأمة ونحو ذلك مما ليس فيه ذنب وقال أبو يزيد الذكر الكثير ليس بالعدد والغفلة لكنه بالحضور وانتصروا وهجوا من بعد ما ظلموا هجوا أي ردوا هجاء من هجا رسول الله ص - والمسلمين وأحق الخلق بالهجاء من كذب رسول الله ص - وهجاه وعن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له اهجهم فوالذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من النبل وكان يقول لحسان وقل وروح القدس معك ختم السورة بما يقطع أكباد المتدبرين وهو قوله وسيعلم وما فيه من الوعيد البليغ وقوله الذين ظلموا واطلافه وقوله أي منقلب ينقلبون وابهامه وقد تلاها أبو بكر لعمر رضي الله تعالى عنه حين عهد إليه وكان السلف يتواعظو بها قال ابن عطاء سيعلم المعرض عنا ما الذي فاته منا وأي منصوب ينقلبون على المصدر لا بيعلم لأن أسماء الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها أي يتقلبون أي الانقلاب