النمل ٥ - ١
سورة النمل
سورة النمل مكية وهي ثلاث وتسعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
صس تلك آيات القرآن وكتاب مبين أي آيات كتاب مبين وتلك إشارة إلى آيات السورة والكتاب المبين اللوح وآياته أنه قد خط فيه كل ما هو كائن فهو يبين للناظرين فيه آياته أو القرآن وآياته أنه يبين ما أودع فيه من العلوم والحكم وعلى هذا عطفه على القرآن كعطف إحدى الصفتين على الأخرى نحو هذا فعل السخي والجواد ونكر الكتاب ليكون أفخم له وقيل إنما نكر الكتاب هنا وعرفه في الحجر وعرف القرآن هنا ونكرة ثم لأن القرآن والكتاب اسمان علمان للمنزل على محمد صلى الله عليه و سلم ووصفان له لأنه يقرأ ويكتب فحيث جاء بلفظ التعريف فهو العلم وحيث جاء بلفظ التنكير فهوالوصف هدى وبشرى في محل النصب على الحال من آيات أي هداية وبشارة فالعامل فيها ما في تلك من معنى الإشارة أو الجر على أنه بدل من كتاب أو صفة له أو الرفع على هي هدى وبشرى أو علي البدل من آيات أو على أن يكون خبرا بعد خبر لتلك أي تلك آيات وهادية من الضلالة ومبشرة بالجنة وقيل هدى لجميع الخلق وبشرى للمؤمنين خاصة الذين يقيمون الصلاة يديمون على فرائضها وسننها ويؤتون الزكوة يؤدون زكاة أموالهم وهم بالآخرة هم يوقنون من جملة صلة الموصول ويحتمل أن تتم الصلة عنده وهو استئناف كأنه قيل وهؤلاء الذين يؤمنون ويعملون الصالحات من إقامة الصلاة وإتياء الزكاة هم الموقنون بالآخرة ويدل عليه أنه عقد جملة اسمية وكرر فيها المبتدأ الذي هو هم حتى صار معناه وما يوقن بالآخرة حتى الإيقان إلا هؤلاء الجامعون بين الأيمان والعمل الصالح لأن خوف العاقبة يحملهم على تحمل المشاق إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم يخلق الشهوة حتى رأوا ذلك حسنا كما قال افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فهم يعمهون يترددون في ضلالتهم كما يكون حال الضال عن الطريق أؤلئك الذين لهم سوء العذاب القتل والأسر يوم بدر بما كان منهم من سوء الأعمال وهم في الآخرة هم الأخسرون أشد الناس خسرانا لأنهم لو آمنوا لكانوا من الشهداء على جميع الأمم