النمل ١٨ - ١٧
قوله وارد على سبيل الشكر كقوله أنا سيد ولد آدم ولا فخر أي اقول هذا القول شكرا ولا أقوله فخر أو النون في علمنا وأوتينا نون الواحد المطاع وكان ملكا مطاعا فكلم أهل طاعته على الحال التي كان عليها وليس التكبر من لوازم ذلك وحشر وجمع لسليمان وجنوده من الجن والإنس الطير روى أن معسكره كان مائة فرسخ في مائة فرسخ وعشرون للجن وخمسة وعشرون للأنس وخمسة وعشرون للطير وخمسة وعشرون للوحش وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلثمائة منكوحة وسبعمائة سرية قد نسجت له الجن بساطا من ذهب وإبريسم فرسخا في فرسخ وكان يوضع منبره في وسطه وهو من ذهب وفضة وحولهم الناس وحول الناس الجن والشياطين وتظله الطير باجنحتها حتى لا يقع كليه حر الشمس وترفع ريح الصبا فتسير به مسيرة شهر ويروى أنه كان يأمر الريح العاصف تحمله ويأمر الرخاء تسيره فأوحى الله تعالى إليه وهو يسير بين السماء والأرض أني قد زدت في ملكك أن لا يتكلم أحد بشيء ألا ألقته الريح في سمعك فيحكي أنه مر بحراث فقال لقد أوتى آل دواد ملكا عظيما فألقته الريح في أذنه فنزل ومشى إلى الحراث وقال أني جئت إليك لئلا تتمنى ما لا تقدر عليه قال لتسبيحه واحدة يقبلها الله تعالى خير مما أوتى آل داود فهم يوزعون يحبس أولهم على آخرهم أي يوقف سلاف العسكر حتى بلحقهم التوالي ليكونوا مجتمعين وذلك للكثره العظيمة والوزع المنع ومنه قول عثمان رضي الله عنه ما يوزع السلطان أكثر مما يزع القرآن حتى إذا اتوا على واد النمل أي ساروا حتى إذا بلغوا وادي النمل وهو واد بالشام كثير النمل وعدى بعلى لأن اتيانهم كان من فوق فأنى بحرف الاستعلاء قالت نملة عرجاء تسمى طاخية أو منذرة وعن قتادة أنه دخل الكوفة فالتف عليه الناس فقال سلوا عما شئتم فسأله ابو حنيفة رضي الله عنه وهو شاب عن نملة سليمان اكانت ذكرا أم أنثى فافحم فقال أبو حنيفة رضي الله عنه كانت أنثى فقيل له بماذا عرفت فقال بقوله قالت نملة ولو كانت ذكرا لقال قال نملة وذلك أن النملة مثل الحمامة في وقوعها على الذكر والأنثى فيميز بينهما بعلامة نحو قولهم حمامة ذكر وحمامة أنثى وهو وهي يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ولم يقل ادخلن لأنه لما جعلها قائلة والنمل مقولاتهم كما يكون في أولى العقل أجرى خطابهن مجرى خطابهم لا يحطمنكم لا يكسر نكم والحطم الكسر وهو نهى مستأنف وهو في الظاهر نهى لسليمان عن الحطم وفي الحقيقة نهى لهن عن البروز والوقوف على طريقة لا أرينك ههنا أي لا تحضر هذا الموضع وقيل هو جواب الأمر وهو ضعيف يدفعه نون التأكيد لأنه من ضرورات الشعر سليمان وجنوده قيل أراد يحطمنكم جنود سليمان