النمل ٢٩ - ٢٥
العقلاء الرجاح العقول يهتدون لها ألا يسجدوا بالتشديد أي فصدهم عن السبيل لئلا يسجدوا فحذف الجار مع أن وادغمت النون في اللام ويجوز أن تكون لا مزيدة ويكون المعنى فهم لا يهتدون إلى أن يسجدوا وبالتخفيف يزيد وعلى تقديره ألا يا هؤلاء اسجدوا فألا للتنبيه ويا حرف نداء ومناداه محدوف فمن شدد لم يقف إلا على العرش العظيم ومن خفف وقف على فهم لا يهتدون ثم ابتدأ ألا يسجدوا أو وقف على إلا ياتم أبتداء اسجدوا وسجدة التلاوة واجبة في القراءتين جميعا بخلاف ما يقوله الزجاج أنه لا يجب السجود مع التشديد لأن مواضع السجدة إما أمر بها أو مدح أو ذم لتاركها واحدى القراءتين أمر والأخرى ذم للتارك لله الذي يخرج الخبء سمي المخبوء بالمصدر في السموات والأرض قتادة خبء السماء المطر وخبء الأرض النبات ويعلم ما تخفون وما تعلنون وبالتاء فيهما على حفص الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم وصف الهدهد عرش الله العظيم تعظيم له بالنسبة إلى سائر ما خلق من السموات والأرض ووصفه عرش بلقيس تعظيم له بالأضافة إلى عروش ابناء جنسها من الملوك إلى ههنا كلام الهدهد فلما فرغ من كلامه قال سليمان للهدهد سننظر من النظر الذي هو التأمل اصدقت فيما أخبرت أم كنت من الكاذبين وهذا أبلغ من أم كذبت لأنه إذا كان معروفا بالإنخراط في سلك الكاذبين كان كاذبا لا محالة وإذا كان كاذبا اتهم بالكذب فيما أخبر به فلم يوثق به ثم كتب سليمان كتابا صورته من عبد الله سليمان بن داود إلى بلقيس ملكة سبأ بسم الله الرحمن الرحيم السلام على من اتبع الهدى أما بعد فلا نعلوا على واتوني مسلمين وطبعه بالمسك وختمه بخاتمه وقال للهدهد إذهب بكتابي هذا فألقه بسكون الهاء تخفيفا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويختلسها كسر التدل الكسرة على الياء المحذوفة يزيد وقالون ويعقوب قالفهى باثبات الياء غيرهم إليهم إلى بلقيس وقومها لأنه ذكرهم معها في قوله وجدتها وقومها يسجدون للشمس وبني الخطاب في الكتاب على لفظ الجمع لذلك ثم تول عنهم تنح عنهم إلى مكان قريب بحيث تراهم ولا يرونك ليكون ما يقولونه بمسمع عنك فانظر ماذا يرجعون ما الذي يرونه من الجواب فاخذ الهدهد الكتاب بمنقاره ودخل عليها من كوة فطرح الكتاب على نحرها وهي راقدة وتوارى في الكوة فانتبهت فزعة أو أتاها الجنود حواليها فرفرف ساعة وألقى الكتاب في حجرها وكانت قارئة فلما رأت الخاتم قالت لقومها خاضعة خائفة يا أيها الملأ إني وبفتح الياء مدني القىالى كتاب كريم حسن مضمومه وما فيه مختوم قال عليه الصلاة و السلام كرم الكتاب ختمه وقبل من كتب أخيه كتابا ولم يختمه فقد استخف به أو مصدر ببسم الله الرحمن الرحيم أو لأنه


الصفحة التالية
Icon