النمل ٤٥ - ٤٢
وأوتينا العلم من قبلها من كلام بلقيس أي أوتينا العلم بقدرة الله تعالى وبصحة نبوتك بالآيات المتقدمة من أمر الهدهد والرسل من قبل هذه المعجزة أي احضار العرش أو من قبل هذه الحالة وكنا مسلمين منقادين لك مطيعين لأمرك ومن كلام سليمان وملئه عطفوا على كلامها قولهم وأوتينا العلم بالله وبقدرته وبصحة ما جاء من عنده قبل علمها وأوتينا العلم بإسلامها ومجيئها طائفة من قبل مجيئها وكنا مسلمين موحدين خاضعين وصدهاما كانت تعبد من دون الله متصل بكلام سليمان أي وصدها عن العلم بما علمناه أو عن التقدم إلى الإسلام عبادة للشمس ونشؤها بين أظهر الكفرة ثم بين نشأها بين الكفر بقوله أنها كانت من قوم كافرين أو كلام مبتدا أي قال الله تعالى وصدها قبل ذلك عما دخلت فيه ضلالها عن سواء السبيل او صدها الله او سليمان عما كانت تعبد بتقدير حذف الجار وايصال الفعل قيل لها ادخلي الصرح أي القصر أو صحن الدار فلما رأته حسبته لجة ماء عظيما وكشفت عن ساقها ساقيها بالهمزة مكي روى أن سليمان أمر قبل قدومها فبني له على طريقها قصر من زجاج أبيض وأجرى من تحته الماء وألقى فيه السمك وغيره ووضع سريره في صدره فجلس عليه وعكف عليه الطير والجن والإنس وإنما فعل ذلك ليزيدها استعظاما لأمره وتحقيقا لنبوته وقيل ان الجن كرهوا ان يتزوجها فتفضي إليه بأسرارهم لأنهم كانت بنت جنية وقيل خافوا أن يولد له منها ولد يجمع فطنة الجن والإنس فيخرجون من ملك سليمان إلى ملك هو أشد فقالوا له إن في عقلها شيئا وهي شعراء الساقين ورجلها كحافر الحمار فاختبر عقلها بتنكير العرش واتخذ الصرح ليعرف ساقها ورجلها فكشفت عنهما فإذا هي أحسن الناس ساقا وقدما إلا أنها شعراء فصرف بصره قال لها إنه صرح ممرد مملس مستو ومنه الأمرد من قوارير من الزجاج وأراد سليمان تزوجها فكره شعرها فعملت لها الشياطين النورة فأزالته فنكحها سليمان وأحبها وأقرها على ملكها وكان يزورها في الشهر مرة فيقيم عندها ثلاثة أيام وولدت له قالت رب إني ظلمت نفسي بعبادة الشمس وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين قال المحققون لا يحتمل أن يحتال سليمان لينظر إلى ساقيها وهي أجنبية لا يصح القول بمثله ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم في النسب صالحا بدل أن اعبدوا الله بكسر النون في الوصل عاصم وحمزة وبصرى وبضم


الصفحة التالية
Icon