النمل ٦٠ - ٥٥
مضادة لله في حكمته بل انتم قوم تجهلون تفعلون فعل الجاهلين بأنها فاحشة مع علمكم بذلك أو اريد بالجهل السفاهة والمجانة التي كانوا عليها وقد اجمتع الخطاب والغيبة في قوله بل انتم قوم تجهلون وبل وأنتم قوم تفتنون فغلب الخطاب على الغيبة لأنه أقوى إذ الأصل أن يكون الكلام بين الحاضرين فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط أي لوطا ومتبعيه فخبر كان جوابه واسمه أن قالوا من قريتكم أنهم أناس يتطهرون يتنزهون عن القاذورات ينكرون هذا العمل القذر ويغيظنا أنكارهم قيل هو استهزاء كقوله أنك لأنت الحكيم الرشيد فانجيناه فخلصناه من العذاب الواقع بالقوم وأهله إلا امرأته قدرناها بالتشديد سوى حماد وأبي بكر أي قدرنا كونها من الغابرين من الباقين في العذاب وأمطرنا عليهم مطرا حجارة مكتوبا عليها اسم صاحبها فساء مطر المنذرين الذين لم يقبلوالانذار قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أمر رسوله محمدا ص - بتحميده ثم بالصلاة على المصطفين من عباده توطئه لما يتلوه من الدلالة على وحدانيته وقدرته على كل شيء وهو تعليم لكل متكلم في كل أمر ذي بال بأن يتبرك بهما ويستظهر بمكانهما أو هو خطاب للوط عليه السلام بأن يحمد الله على هلاك كفار قومه ويسلم على من اصطفاه الله ونجاه من هلكتهم وعصمه من ذنوبهم آلله خير أما يشركون بالياء بصرى وعاصم ولا خير فيما أشركوه اصلا حتى يوازن بينه وبين من هو خالق كل شيء وإنما هو الزام لهم وتهكم بحالهم وذلك أنهم آثروا عبادة الأصنام على عبادة الله تعالى ولا يؤثر عاقل شيئا على شيء إلا لداع يدعوه إلى ايثارة من زيادة خبر ومنفعة فقيل لهم مع العلم بأنه لا خير فيما آثروه وأنهم لم يؤثروه لزيادة الخبر ولكن هوى وعبثا لينبهوا على الخطأ المفرط والجهل المورط وليعلموا أن الإيثار يجب أن يكون للخير الزائد وكان عليه الصلاةوالسلام إذا قرأها قال بل الله خير وأبقى وأجل وأكرم ثم عدد سبحانه الخيرات والمنافع التي هي آثار رحمته وفضله فقال أمن خلق السموات والأرض والفرق بين أم و أم في أمله يشركون وأمن خلق السموات ان تلك متصله إذا المعنى أيهما خير وهذه منقطعة بمعنى بل والهمزة ولما قال آلله خير أم الآلهة قال بل أمن خلق السموات والأرض خير تقريرا لهم بأن من قدر على خلق العالم خير من جماد لا يقدر على شيء وأنزل لكم من السماء ماء مطرا فأنبتنا صرف


الصفحة التالية
Icon