النمل ٧٤ - ٦٧
وقد فسرها الحسن باضمحل علمهم في الآخرة وتدارك من تدارك بنو فلان إذا تتابعوا في الهلاك وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وءاباؤنا أئنا لمخرجون من قبورنا أحياء وتقرير حرف الاستفهام في أئذا وائنا في قراءة عاصم وحمزة وخلف انكار بعد انكار وجحود عقيب جحود ودليل على كفر مؤكد مبالغ فيه والعامل فيه إذا ما دل عليه المخرجون وهو نخرج لأن اسم الفاعل والمفعول بعد همزة الإستفهام أو أن أو لام الإبتداء لا يعمل فيما قبله فكيف إذا اجتمعن والضمير في إنا لهم ولآبائهم لأن كونهم ترابا قد تناولهم وآباءهم لكنه غلبت الحكاية على الغائب وآباؤنا عطف على الضمير في كنا لأن المفعول جرى مجرى التوكيد لقد وعدنا هذا أي البعث نحن وآباؤنا من قبل من قبل محمد ص - قدم هنا هذا على نحن وآباؤنا وفي المؤمنون نحن وآناؤنا على هذا البدل على أن المقصود بالذكر هو البعث هنا وثمت المبعوثون إن هذا إلا أساطير الأولين ما هذا إلا أحاديثهم وأكاذبيهم قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين أي آخر أمر الكافرين في ذكر الإجرام لطف بالمسلمين في ترك الجرائم كقوله تعالى فدمدم عليهم ربهم بذنبهم وقوله مما خطيآتهم أغرقوا ولا تحزن عليهم لأجل أنهم لم يتبعوك ولو يسلموا فيسلموا ولا تكن في ضيق في حرج صدر ومما يمكرون من مكرهم وكيدهم لك فإن الله يعصمك من الناس يقال ضاق الشيء ضيقا بالفتح وهو قراءة غير ابن كثير وبالكسر وهو قراءته ويقولون متى هذا الوعد أي وعد العذاب إن كنتم صادقين أن العذاب نازل بالمكذب قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون استعجلوا العذاب الموعود وقيل لهم عسى أن يكون ردفكم بعضه وهو عذاب يوم بدر فزيدت اللام للتأكيد كالباء في ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة أو ضمن معنى فعل يتعدى باللام نحو دنالكم وأزف لكم ومعناه تبعكم ولحقكم وعسى ولعل وسوف في وعد الملوك ووعيدهم يدل على صدق الأمر وجده فعلى ذلك جرى وعد الله ووعيده وأن ربك لذو فضل أي أفضال على الناس بترك المعاجلة بالعذاب ولكن أكثرهم لا يشكرون أي أكثرهم لا يعرفون حق النعمة فيه ولا يشكرونه فيستعجلون العذاب بجهلهم وإن ربك ليعلم ما تكن تخفي