النمل ٨١ - ٧٤
صدورهم وما يعلنون يظهرون من القول فليس تأخير العذاب عنهم لخفاء حالهم ولكن له وقت مقدر أو أنه يعلم ما يخفون وما يعلنون من عداوة رسول الله ص - ومكايدهم وهو معاقبهم على ذلك بما يستحقونه وقريء تكن يقال كننت الشيء وأكننته إذا سترته وأخفيته وما من غائبة في السماء والآرض إلا في كتاب مبين سمي الشيء الذي يغيب ويخفي غائبة وخافية والتاء فيمها كالتاء في العاقبة ونظائرهما الرمية والذبيحة والنطيحة في أنها أسماء غير صفات ويجوز أن يكونا صفتين وتاؤهما للمبالغة كالرواية كأنه قال وما من شيء شديد الغيبوبة إلا وقد علمه الله وأحاط به وأثبته في اللوح المحفوظ والمبين الظاهر البين لمن ينظر فيه من الملائكة إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أي يبين لهم أكثر الذي هم فيه يختلفون فإنهم إختلفوا في المسيح فتحزبوا فيه أحزابا ووقع بينهم التناكر في أشياء كثيرة حتى لعن بعضهم بعضا وقد نزل القرآن ببيان ما اختلفوا فيه لو أنصفوا وأخذوا به وأسلموا يريد اليهود والنصارى وإنه وان القرآن لهدى ورحمة للمؤمنين لمن أنصف منهم وآمن أي من بني إسرائيل أو منهم ومن غيرهم إن ربك يقضي بينهم بين من آمن بالقرآن ومن كفر به بحكمه بعدله لأنه لا يقضي إلا بالعدل فسمي المحكوم به حكما أو بحكمته ويدل عليه قراءة من قرأ بحكمه جمع حكمة وهو العزيز فلا يرد قضاؤه العليم بمن يقضي له وبمن يقضي عليه أو العزيز في انتقامه من المبطلين العليم بالفضل بينهم وبين المحقين فتوكل على الله أمره بالتوكل على الله وقلة المبالاة بأعداء الدين إنك على الحق المبين وعلل التوكل بأنه على الحق الأبلج وهو الدين الواضح الذي لا يتعلق به شك وفيه بيان أن صاحب الحق حقيق بالوثوق بالله وبنصرته إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم لما كانوا لا يعون ما يسمعون ولا به ينتفعون شبهوا بالموتى وهم أحياء صحاح الحواس وبالصم الذين ينعق بهم فلا يسمعون وبالعمى حيث يضلون الطريق ولا يقدر أحدا أن ينزع ذلك عنهم ويجعلهم هداة بصراء الى الله تعالى ثم أكد حال الصم بقوله إذا ولوا مدبرين لأنه إذا تباعد عن الداعي بأن تولى عنه مدبرا كان أبعد عن إدراك صوته ولا يسمع الصم مكي وكذا في الروم وما أنت تهدي العمي وكذا في الروم حمزة إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا أي ما يجدي