النمل ٨٦ - ٨١
أسماعك إلا على الذين علم الله أنهم يؤمنون بآياته أي يصدقون بها فهم مسلمون مخلصون من قوله بلى من أسلم وجهه لله يعني جعله سالما لله خالصا له وإذا وقع القول عليهم سمي معنى القول مؤداه بالقول وهو ما وعدوا من قيام الساعة والعذاب وقوعه حصوله والمراد مشارفة الساعة وظهور أشراطها وحين لا تنفع التوبة أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم هي الجساسة في الحديث طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب ولها أربع قوائم وزغب وريش وجناحان وقيل لها رأس ثور وعين خنزير وأذن فيل وقرن إبل وعنق نعامة وصدر أسد ولون نمر وخاصرة هرة وذنب كبش وخف بعير وما بين المفصلين اثنا عشر ذراعا تخرج من الصفا فتكلمهم بالعربية فتقول أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون أي لا يوقنون بخروجي لأن خروجها من الآيات وتقول ألا لعنة الله على الظالمين أو تكلمهم ببطلان الأديان كلها سوى دين الإسلام أو بأن هذا مؤمن وأن هذا كافر وفتح أن كوفي وسهل على حذف الجار أي تكلمهم بأن وغيرهم كسروا لأن الكلام بمعنى القول أو بإضمار القول أي تقول الدابة ذلك ويكون المعنى بآيات ربنا أو حكاية لقول الله تعالى عند ذلك ثم ذكر قيام الساعة فقال ويوم نحشر من كل أمة فوجا من للتبعيض أي واذكر يوم نجمع من كل أمة من الأمم زمرة ممن يكذب من للتبيين بأياتنا المنزلة على أنبيائنا فهم يوزعون يحبس أولهم في آخرهم حتى يجتمعوا ثم يساقون إلى موضع الحساب وهذه عبارة عن كثرة العدد وكذا الفوج عبارة عن الجماعة الكثيرة حتى إذا جاؤوا حضروا موقف الحساب والسؤال قال لهم تعالى تهديدا أكذبتم بآياتي المنزلة على رسلي ولم تحيطوا بها علما الواو للحال كأنه قال أكذبتم بآياتي بادىء الرأي من غير فكر ولا نظر يؤدي الى إحاطة العلم بكنهها وأنها حقيقة بالتصديق أو بالتكذيب أم ماذا كنتم تعملون حيث لم تتفكروا فيها فإنكم لم تخلقوا عبثا وقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون أي يغشاهم العذاب الموعد بسبب ظلمهم وهو التكذيب بآيات الله فيشغلهم عن النطق والإعتذار كقوله هذا يوم لا ينطقون ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا حال جعل الإبصار للنهار وهو لأهله والتقابل مراعى من حيث المعنى لأن معنى مبصرا ليبصروا فيه طرق التقلب في المكاسب إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون